شهدت العاصمة اليمنية صنعاء أمس خروج الآلاف من الرجال والنساء في مسيرة طافت شوارع المدينة.
وطالب المتظاهرون بسرعة إطلاق سراح المعتقلين ومحاسبة المتورطين في خطف وقتل المعتقلين السلميين. وأكد المتظاهرون في شعاراتهم أنهم سيواصلون مظاهراتهم واحتجاجاتهم السلمية حتى تتحقق مطالبهم، كما انتقد المتظاهرون حكومة الوفاق الوطني الحالية، مؤكدين أن أحزاب المعارضة الممثلة في الحكومة لا تمثل القوى الثورية في الشارع اليمني بسبب اتفاقها على منح الرئيس صالح ومعاونيه حصانة قضائية بموجب المبادرة الخليجية وتأتي المظاهرات والفعاليات الاحتجاجية بصنعاء وعدد من المدن اليمنية، قبل يومين من الموعد المحدد للجولة الخليجية التي سيبدأها محمد سالم باسندوه رئيس مجلس الوزراء اليمنى بعد غد وهى أول جولة خارجية تشمل دول مجلس التعاون الخليجي ويستهلها بزيارة للمملكة العربية السعودية.
وفي السياق، شددت الولايات المتحدة على الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ضرورة قيامه فعليا بتسليم السلطة بعد الانتخابات الرئاسية المتوقعة الشهر المقبل في بلاده، وذلك بعد أن عدل عن التوجه الى الولايات المتحدة، حسبما أعلن مساعد وزير الإعلام اليمني أمس الأول بأن صالح قرر إلغاء زيارته الى الولايات المتحدة بعدما مارس مسؤولون كبار في حزبه، المؤتمر الشعبي العام، “ضغوطا عليه لكي لا يسافر (…) لان الانتخابات لا يمكن ان تحصل من دونه”. وردا على سؤال بهذا الشأن، اكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي لوكالة فرانس برس ان الولايات المتحدة “تبحث مع الحكومة اليمنية”. ولاحظ المتحدث تومي فيتور “مع ذلك، ينبغي ان نشير الى انه بموجب اتفاق حل الأزمة السياسية في اليمن، نقل صالح سلطاته التنفيذية الى نائب الرئيس (عبدربه منصور) هادي الذي يشرف حاليا على المرحلة الانتقالية”.
من جهة أخرى، أعلن المتحدث ان طلب صالح التوجه الى الولايات المتحدة لايزال قيد الدرس ولم يتم رفضه. في غضون ذلك، علق محلل سياسي يمني على قرار الرئيس اليمني التراجع بشكل رسمي عن قراره بالسفر إلى الولايات المتحدة بالقول إن بقاء صالح في الواجهة السياسية يعوق عمل حكومة الوفاق الوطني.
وقال حافظ البكاري رئيس المركز اليمني لقياس الرأي العام في تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية نشرته امس الخميس: “أكبر تحد يواجه حكومة الوفاق ويواجه اليمن في الفترة المقبلة هو بقاء علي عبدالله صالح في واجهة المشهد السياسي، لأننا نعرف أنه حكم البلد 33 سنة، مكنته من الاستحواذ على مفاتيح العمل العام في اليمن عبر قوته الشخصية وليس بحسب صلاحياته الدستورية”. على صعيد متصل، قالت صحيفة يمنية مستقلة أمس إن احد كبار الضباط في حرس الرئيس صالح والمتهم بمحاولة اغتياله قال خلال استجوابه من قبل الأخير إنه يتمنى تكرار ما أقدم عليه. ونقلت يومية “الأولى” المستقلة عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها “إن الرئيس علي عبدالله صالح استجوب ضابطا كبيرا من الضباط المتهمين باغتياله وخاطبه بالقول هل أنت نادم. فأجاب الضابط لا. ولو بإمكاني فسأكررها مرة أخرى”.
اضف تعليق