الرئيسية » أرشيف » أميركا تعرض على ليبيا التدخل العسكري لمنع حدوث حرب أهلية
أرشيف

أميركا تعرض على ليبيا التدخل العسكري لمنع حدوث حرب أهلية

يبدو أن الاشتباكات الأخيرة التي اندلعت بين عدد من عناصر الثوار داخل العاصمة الليبية طرابلس قد أثارت قلق الولايات المتحدة الأميركية التي عرضت على لسان المتحدثة باسم وزارة خارجيتها فيكتوريا نولاند تقديم المساعدة العسكرية للمجلس الانتقالي الليبي للمساعدة في تنظيم الميليشيات المسلحة وضمها في إطار الجيش الليبي بدلا من عملها بصورة مستقلة ومنفردة دون وجود أي ضوابط على تصرفات تلك الميليشيات التي تشكلت خلال الثورة على نظام العقيد الليبي معمر القذافي.

ويذكر أن الاشتباكات الأخيرة التي اندلعت بين الثوار في طرابلس قد أسفرت عن مقتل 4 وجرح 5 أشخاص في صدمة كبيرة لثورة 17 فبراير التي انتهت باقتتال الثوار بعد سقوط العقيد الليبي معمر القذافي وسط قلق الكثير من المحللين السياسيين بأن الشعب الليبي في طريقه لاضاعة ثورته وذلك بعد ان دخل الثوار في مواجهات مسلحة ودامية فيما بينهم قد تنتهي باستعمار جديد او تدخل قوات أجنبية برية على الأرض الليبية ان استمر الاقتتال بين الثوار.

ويذكر ان فيكتوريا نولاند كانت قد دعت المجلس الانتقالي الليبي الى تأسيس قوة عسكرية مركزية تفرض سيطرتها على باقي الميليشيات المسلحة وترغمها على ترك سلاحها او الانضمام الى صفوف الجيش الليبي بشكل رسمي ومنظم وان الولايات المتحدة على استعداد لتقديم يد العون والمساعدة في حال طلبت السلطات الليبية ذلك رسميا.

إلى ذلك، قال صندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة امس الأول الجمعة ان نحو 1.2 مليون طفل ليبي من المقرر أن يعودوا إلى المدرسة لأول مرة منذ الثورة الشعبية ضد النظام السابق للعقيد معمر القذافي.

وقالت منظمة اليونيسيف إنه من المقرر أن تستأنف المدارس فتح أبوابها السبت (امس) حيث وزعت وزارة التعليم الليبية 10 ملايين من 27 مليون كتاب مدرسي تمت طباعتها للموسم الدراسي.

وأضافت اليونيسيف ان المدارس الليبيبة لايزال ينقصها الكتب والطاولات الدراسية وتسهيلات الانتقال الخاصة بالأطفال حيث يستعدون للعودة إلى فصولهم.

وقالت ماريا كاليفيس المديرة الإقليمية لليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "هذه عملية ضخمة وإنجاز هائل لشعب ليبيا".

وقالت كاليفيس إن الوكالات التابعة للأمم المتحدة ومن بينها اليونيسيف تقوم بمساعدة الحكومة الانتقالية في طرابلس في إزالة الركام والألغام والذخيرة التي لم تنفجر من المدارس وتجديد المباني خلال فترة افتتاح المدارس.

في سياق متصل، حمّل الرئيس السوداني عمر البشير أمس نظام الزعيم الليبي السابق معمر القذافي مسؤولية المعاناة التي تعيشها ليبيا حاليا، مضيفا أن بلاده جاءت في المرتبة الثانية من المعاناة من نظام القذافي السابق.

وقال البشير في تصريح نقلته عنه وكالة الأنباء الليبية "إننا نقول إن الشعب الليبي كان الأكثر معاناة وكنا نحن رقم اثنين في المعاناة من ذلك النظام".

ولفت إلى أنه جاء إلى ليبيا "وكأنه يزورها لأول مرة بقلب منشرح وبشوق للقاء الإخوة والأحبة".

وأكد الرئيس السوداني أن بلاده حريصة كل الحرص على استقرار وسلامة وأمن ليبيا، موضحا أن زيارته هذه جاءت لتأكيد وقوف السودان إلى جانب الشعب الليبي الذي طالبه بمزيد الجهد والحرص خلال هذه المرحلة والتي وصفها بالمهمة.

وكان البشير وصل إلى طرابلس في وقت سابق اليوم في أول زيارة له لليبيا منذ الإطاحة بنظام القذافي.

واستقبل البشير المطلوب من قبل محكمة الجنايات الدولية لدى وصوله مطار العاصمة من قبل رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل وعدد من كبار المسؤولين الليبيين.

وستتركز الزيارة المتوقع أن تستغرق يومين على العلاقات بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وكان السودان قد أعلن انحيازه للثورة التي قادها الشعب الليبي ضد نظام حكمه السابق وزود الثوار بالأسلحة للمساعدة في إسقاط نظام القذافي حسبما أكد البشير شخصيا في تصريح في أكتوبر الماضي.

وتتهم الحكومة السودانية نظام القذافي السابق بدعم حركات التمرد في إقليم دارفور بغرب السودان المضطرب منذ عام 2003 والذي يقع بمحاذاة الأراضي الليبية.

يذكر أن مصطفى عبدالجليل كان قد زار السودان في نوفمبر الماضي في أول زيارة لمسؤول ليبي كبير إلى هذا البلد منذ سقوط نظام القذافي.