في أول تداعيات العدوان ضد غزة على الداخل الاسرائيلي, أظهرت استطلاعات للرأي نشرت نتائجها أمس وجود انقسام حاد حيال التهدئة, وتراجع اللائحة المشتركة لحزبي "الليكود" برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و"اسرائيل بيتنا" برئاسة وزير الخارجية المتطرف أفيغدور ليبرمان في نوايا التصويت للانتخابات العامة المقررة في 22 يناير المقبل.
توازياً, سجل أمس أول خرق للتهدئة التي دخلت حيز التنفيذ ليل الأربعاء الماضي مع استشهاد فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي في المنطقة الحدودية شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة.
وأظهر استطلاع أجرته صحيفة "معاريف" ونشرت نتائجه أمس ان اللائحة التي تضم "الليكود" و"اسرائيل بيتنا" برئاسة نتنياهو سجلت تراجعاً في نوايا التصويت إلا أن الائتلاف اليميني مازال يحتفظ بالأكثرية اللازمة للبقاء في السلطة.
وبحسب الاستطلاع, فإن ائتلاف احزاب اليمين بقيادة نتنياهو وليبرمان سيحصل على 37 مقعداً مقابل 43 في استطلاع سابق نشر أواخر أكتوبر الماضي.
وأجري الاستطلاع بشأن الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في يناير المقبل, بعد وقف اطلاق النار بين اسرائيل و"حركة حماس" الذي ابرم الاربعاء الماضي بعد اسبوع من المواجهات الدامية.
وقال نصف الاسرائيليين وأغلبهم من ناخبي اليمين والمتدينين انهم كانوا يفضلون مواصلة الحكومة هجومها العسكري على القطاع.
وردا على سؤال "هل كان يتوجب على اسرائيل الموافقة على وقف اطلاق النار او مواصلة عمليتها العسكرية", اجاب 49 في المائة من الاشخاص المستطلعين بأنه كان على الجيش مواصلة عملية "عمود السماء" فيما وافق 31 في المائة على التهدئة ولم يبد 20 في المائة أي رأي.
واشارت الصحيفة الى ان الاشخاص الذين يتعاطفون مع الاحزاب اليمينية او الدينية ينتقدون وقف اطلاق النار أكثر من أولئك المقربين من المعارضة الوسطية المؤيدة للاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية.
على مستوى المعارضة, أفاد الاستطلاع ان حزب العمال برئاسة شيلي ياسيموفيتش سيحصل على 22 نائباً (+2 مقارنة بالشهر الفائت) وحزب شاس اليهودي المتشدد على 14 مقعدا (+2).
لكن حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل) الوسطي العلماني برئاسة الصحافي السابق الشهير يائير لبيد سجل تراجعاً ليحرز تسعة مقاعد (-6), فيما تقدم حزب "اتزماوت" (استقلال) برئاسة وزير الدفاع ايهود باراك ليحصل على اربعة مقاعد فيما لم يكن يحتل أي مقعد سابقاً.
لكن كاديما (وسط) الذي يملك الاكثرية حالياً في الكنيست (28 نائباً) ويشكل قوة المعارضة الرئيسية يبدو منهارا ولم يحصل على أكثر من مقعدين, إلا أن المعطيات قد تتغير إذا اعلنت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية السابقة أحد مؤسسي "كاديما" عن انشاء حزبها الخاص في الاسبوع المقبل على ما يتوقع الجميع, قد يأخذ بعضا من اصوات "كاديما" و"يش اتيد" و"حزب العمل".
لكن في جميع الاحوال يحتفظ الائتلاف الحاكم حاليا المؤلف من "الليكود" و"اسرائيل بيتنا" والاحزاب الدينية واليمينية المتشددة بالسيطرة مع 70 مقعداً من 120 في البرلمان.
في سياق متصل, استشهد شاب فلسطيني, صباح أمس, برصاص الجيش الاسرائيلي في المنطقة الحدودية شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة.
واوضح المتحدث باسم الاسعاف والطوارئ في غزة ان الشاب "انور عبد الهادي قديح (20 عاما) استشهد برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي في بلدة خزاعة شرق خان يونس", مضيفاً ان "19 مدنيا اخرين اصيبوا برصاص قوات الاحتلال التي اطلقت النار على عدد من المزارعين في البلدة".
وذكر شهود عيان ان الجنود الاسرائيليين أطلقوا النار مرات عدة من موقع كيسوفيم العسكري شرق خان يونس على مجموعة من المواطنين الفلسطينيين وغالبيتهم مزارعون حاولوا الوصول الى اراضيهم الزراعية.
وقال المتحدث باسم حركة "حماس" ان "اطلاق النار من الاحتلال الاسرائيلي كان مباشراً ويستهدف المزارعين الذين عادوا الى أراضيهم للمنطقة الحدودية", مضيفاً ان "هذا اول خرق اسرائيلي للاتفاق", في اشارة الى اتفاق التهدئة الذي أبرم الأربعاء الماضي بعد ثمانية ايام من العدوان الاسرائيلي على غزة.
وفي مايبدو انتقاماً منها, أعلنت "حماس" ان جيش الاحتلال اعتقل ليل اول من امس خمسة نواب من الحركة في اطار حملة شملت في المجموع اعتقال 28 من انصارها في الضفة الغربية.
وبين المعتقلين القيادي في الحركة محمود الرمحي امين سر المجلس التشريعي من مدينة البيرة وفتحي قرعاوي ورياض رداد من طولكرم وعماد نوفل من مدينية قلقيلية وباسم الزعارير من الخليل.
واعلن نادي الاسير الفلسطيني ان الجيش الاسرائيلي اعتقل منذ منتصف الشهر الحالي 230 فلسطينياً من مختلف مدن الضفة, في وقت اكد الجيش الاسرائيلي اعتقال 55 في ليلة واحدة.
وفي تطور متصل, طلبت موسكو من سفن حربية روسية التموضع قبالة سواحل قطاع غزة تحسبا لاحتمال اجلاء المواطنين الروس في حال حصول تصعيد جديد مع اسرائيل.
اضف تعليق