تعرض الحكومة البريطانية اليوم الجمعة، اتفاقها حول “بريكست” للمرة الثالثة أمام البرلمان، وذلك بعدما عرضت تيريزا ماي، استقالتها أمام برلمان عاجز عن التوافق بشأن مسار جديد للخروج من الاتحاد الأوروبي خلال أسبوعين، بعدما صوتوا بأنفسهم ضد ثمانية خيارات كانوا اقترحوها بأنفسهم كبدائل للاتفاق.
وقالت وزيرة العلاقات مع مجلس العموم أندريا ليدسوم للنواب الذين سبق أن رفضوا النص مرتين: “ستُطرح مسودة حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي اليوم”.
ويبقى الأمر مرهوناً بموافقة رئيس مجلس العموم جون بيركو، على الدعوة إلى تصويت ثالث على النص؛ إذ لا يمكن مبدئياً إعادة طرح نص غير معدل خلال دورة برلمانية واحدة.
وقالت ليدسوم: “نعلم أن أي تصويت اليوم يجب أن يحظى بموافقة رئيس مجلس العموم، والمفاوضات مستمرة”.
وأكدت ماي، أمس، أنها لن تنوي عرض اتفاقها لمرة ثالثة على التصويت، إلا إذا كانت ثمة فرصة لإقراره، وبعدما وضعت استقالتها في الميزان لإقناع النواب، خاصة حزبها المحافظ.
وأظهر النواب عجزهم عن بلورة حل بديل، الأمر الذي يمكن أن يلعب لصالح اتفاق ماي، وبعرضها تقديم استقالتها تكون تكون ماي، تنازلت أمام دعوات عدد من نواب حزبها الذين اشترطوا استقالتها في مقابل دعم الاتفاق.
وتساءلت صحيفة “ديلي ميل”، أمس، “هل تذهب تضحيتها سدى؟”. وأعلن وزير الخارجية السابق بوريس جونسون، منافس ماي والمناصر الشديد لـ”بريكست بلا اتفاق”، أنه سيقف إثر قرار ماي خلف اتفاقها.
ووفقاً لأحد كتاب صحيفة “صن” الأكثر قراءة في بريطانيا، فإن عدد “المتمردين” بين المحافظين تراجع حالياً إلى 16.
وبعد رفض واسع في يناير الماضي، كان اتفاق ماي بحاجة إلى 75 صوتاً ليمر في مارس/آذار الجاري. وتحتاج ماي إلى أصوات الحزب الوحدوي الديمقراطي وبالتالي، أصبحت العيون مركزة باتجاه الحزب الإيرلندي الشمالي، علماً أنه كرر أمس الأول الأربعاء بأنه لا يجب التعويل عليه.
ويبقى النواب العشرة لهذا الحزب متخوفين من آلية “شبكة الأمان” المدرجة ضمن صيغة الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مع القادة الأوروبيين.
وستبقى بريطانيا وفقاً لهذه الآلية ضمن اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي مع التزام أكبر بالمعاييرالأوروبية وقبل حصول ماي على تأجيل من الاتحاد الأوروبي، كان موعد “بريكست” مقرراً الجمعة عند الساعة 11 ليلاً بتوقيت غرينتش، غير أن النواب صوتوا ضد ثمانية خيارات كانوا اقترحوها بأنفسهم، واتفقوا على طرح مقترحات تحظى بتأييد أكبر الاثنين للتصويت.
على أن كل شيء مرتبط بما يتم اليوم. وكان المقترح الأقرب لاعتماده هو الذي يقترح علاقات اقتصادية أوثق مع الاتحاد الأوروبي بعد “بريكست”، ما يقترحه الحزب المحافظ.
وحل ثانياً مقترح تنظيم استفتاء ثان وهي فكرة تحظى بتأييد مؤيدي البقاء، في حين انتهى أولئك المؤيدون للانفصال وبات في أسفل القائمة.
من جانبهم، أعطى القادة الأوروبيون الخيار إلى ماي، ب: إما أن يتم اعتماد اتفاقها خلال هذا الأسبوع، ما يؤجل موعد الخروج إلى 22 مايو/أيار؛ أو يُرفض اتفاقها، وسيكون أمام لندن حتى 12 إبريل/نيسان لعرض بديل، وطلب تأجيل جديد، وإلا سيكون الخروج باتاً بلا اتفاق.
اضف تعليق