الرئيسية » تقارير إخبارية » تفاصيل مخطط إيران لإحلال “حزب الله” محل الدولة اللبنانية
تقارير إخبارية تقارير ودراسات رئيسى

تفاصيل مخطط إيران لإحلال “حزب الله” محل الدولة اللبنانية

حزب الله
حزب الله

تطاول حسن نصرالله على السعودية يكشف أبعاد الدور الخفي الذي يلعبه زعيم “حزب الله”، كمكوك آلي لا يتحرك إلا بتعليمات ايرانية ، فبمجرد حصوله على الضوء الأخضر من سدنة المعبد الفارسي ، خرج ليطلق تصريحاته المستفزة ، متحدثا عن نفسه ككيان مستقل ،لا علاقة له بالدولة اللبنانية، وهو الأمر الذي يعكس تطور الحالة السياسية داخل الأراضي اللبنانية.

“حزب الله” الذي يتصدر قائمة المنظمات الإرهابية، ويتشابه مع “داعش” في الرؤية الثنائية للعالم، من خلال تقسيم الكون إلى مشروعين متصارعين، هما مشروعه، والمشروع المناوئ له، صار ينصب نفسه كبديل للبنان كله قيادة وشعبا، مع أنه يتحرك وفق منظومة ايرانية، تهدف إلى الدفاع عن مصالح إيران في المقام الأول، والزج بلبنان في آتون الصراعات الطائفية والإقليمية، دون التفكير في مردود مواقفه على الشأن اللبناني، ليكون بمثابة دولة داخل الدولة.

وقد كشفت مصادر مطلعة أن “حزب الله” قد وصل إلى هذا الدور من خلال مخطط إيراني، تم إعداده خلال السنوات الأخيرة ،حيث تركزت حسابات الحزب على عدم ترك المجال للدولة اللبنانية بتحقيق أي إنجازٍ عسكري،أو سياسي من دون إقحام نفسه في صناعة هذا الإنجاز، وفي نفس الوقت استغلال المواجهات العسكرية مع “داعش” كغطاء لتمرير لإخفاء الدوافع السورية والإيرانية لعقد الصفقات مع التنظيمات الإرهابية.

وأكد المراقبون للشأن اللبناني أن “حزب الله” يسعى لمنافسة المؤسسات العسكرية، والأمنية بالدولة اللبنانية، وعدم التسليم بأن الجيش اللبناني أصبح وحده قادرًا على حماية اللبنانيين وقائيًّا ودفاعيًّا، وهو ما تجلى في استعراض الحزب لقدرته على اتخاذ قرارات منفردة، دون الرجوع إلى مؤسسات الدولة اللبنانية، وفرض الأمر الواقع عليها، ومنها الهجوم على السعودية ،دون النظر لعواقب تدهور العلاقات بينها وبين الدولة اللبنانية.

وقد أدى موقف زعيم “حزب الله” غير المسؤول لارتفاع الأصوات التي تطالب بإنهاء الازدواجية السياسية و العسكرية في لبنان، وسيطرة الجيش اللبناني بصورة تامة على الشئون الدفاعية، بحيث يحتكر منفردًا حق امتلاك السلاح في لبنان، وأن يترك “حزب الله” وزعيمه المتغطرس ادارة الشؤون السياسية للحكومة اللبنانية الحالية،التي تعمل لصالح الشعب اللبناني، بدلا من التصرف وفق الاملاءات الايرانية.

وهو ما يعني تركيز اتجاهات الحزب على اتخاذ قرارات منفردة لتحقيق مصالح أطراف خارجية، وخاصة نظام الأسد وإيران،مما سيؤدي إلى زيادة شق الصف اللبناني الداخلي وتصاعد الاتجاهات المضادة للدفاع عن الاعتبارات والمصالح الداخلية اللبنانية في مواجهة “انفراد حزب الله”.

وبناء على ذلك يمكن أن نقول إن ازياد نفوذ “حزب الله” على المستوى الإقليمي،أيضا ستكون له عواقب وخيمة ،حيث تصاعدت تحذيرات إسرائيل من توسع دور حزب الله في سوريا، باعتباره مؤشرًا على تعاظم النفوذ الإيراني، ويرجح أن تتزايد الغارات الإسرائيلية على المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا، خصوصًا إذا قرر حزب الله الحصول على سلاح للتوازن مع العدو الإسرائيلي.

بل إن اتجاه الحزب لاستعراض قدراته التفاوضية، وعقده صفقات واتفاقات منفردة، في إطار التنافس مع مؤسسات الدولة اللبنانية، واستقوائه بايران جعله يتحول إلى كيان مقلق للولايات المتحدة الأميركية، والتي قررت مواجهته بمشروع عقوبات جديدة.

لكن ما يقلق حسن نصرالله هوالتعاون الأميركي_السعودي تجاه أزمة اليمن للقضاء على “الحوثيين” هناك، وبدء الاعداد لتحالف دولي يستأصل “حزب الله” من لبنان،ودحر الميليشيات الشيعية التابعة للحزب، بالاضافة إلى مواصلة مكافحة أنشطته الإرهابية بكافة الأدوات المتاحة، واستمرار العمل مع الشركاء في أنحاء العالم، وعدم السكوت على ميليشيات “الحزب” وأنشطته الإجرامية.