قال النائب اللبناني والزعيم الدرزي وليد جنبلاط الخميس، إن انتصار الرئيس السوري بشار الأسد الوشيك في حلب سيزيد من النفوذ السوري والإيراني في لبنان، بينما قال الأسد إن لبنان لا يمكن أن يبقى بمنأى عن الصراعات الإقليمية.
وحقق الجيش السوري والقوات الموالية له مكاسب سريعة ضد مقاتلي المعارضة في معقلهم الحضري الرئيسي في حلب على مدى الأسبوعين الماضيين ويبدو أقرب من أي وقت مضى للسيطرة على المدينة التي تقع في قلب الصراع الذي أصبح الآن في عامه السادس.
وقال جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي “بشار الأسد انتصر في حلب مستفيدا من تخلي معظم المجتمع الدولي عن الشعب السوري ولاحقا سينقض على إدلب.”
ومحافظة إدلب هي أكبر منطقة لا تزال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في غرب سوريا حيث الكثافة السكانية المرتفعة.
وقال جنبلاط لصحيفة السفير اللبنانية وهي جريدة يومية مقربة من جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية المدعومة من إيران والتي تقاتل في صف الأسد “هذا يعني أن تأثيره (الأسد) في لبنان سيزداد وأن القبضة الإيرانية ـ السورية على البلد ستشتد.”
وهيمنت سوريا على الحكومة والسياسة اللبنانية لسنوات وكان لها وجود عسكري في البلاد حتى العام 2005 عندما انسحبت تحت الضغوط الدولية والمحلية عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري وأشهر من الاحتجاجات المناهضة لسوريا.
مواقف متقلبة
ويعتبر جنبلاط من السياسيين الذين يوفرون مؤشرات على الاتجاهات السياسية في الشرق الأوسط وتغيرت مواقفه حيال سوريا أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة.
وكان جنبلاط من الأصوات البارزة في الحركة المناهضة لسوريا، لكنه خفف من موقفه عقب تقاربه مع حلفاء سوريا في لبنان ومنهم حزب الله.
وفي بدايات الصراع السوري دعا جنبلاط إلى تنحي الأسد عن السلطة، لكنه قال لصحيفة السفير إنه لا يخطط لإصلاح العلاقات مع الرئيس السوري.
وقال “لن أنهي حياتي السياسية بإعادة ترميم العلاقة مع الأسد. لست بهذا الصدد بتاتا حتى لو حقق النظام انتصارا شاملا.”
لكن موقف جنبلاط ربما يتغير بحسب ما يستجد على الساحتين اللبنانية والسورية. ويعرف بتقلب مواقفه وتلونه بحسب ما تمليه التطورات والتحالفات والاصطفافات الاقليمية والدولية.
ولبنان الذي عانى من حرب أهلية استمرت 15 عاما محصور في خصومة إقليمية بين السعودية وإيران.
وعلى الرغم من إعلان صدر في 2012 بأن لبنان سينأى بنفسه عن الصراعات الإقليمية والدولية فقد أصابت التوترات الإقليمية آليات اتخاذ القرار الداخلية بالشلل وأثارت مخاوف على استقرار لبنان.
وبعد عامين ونصف العام من الفراغ الرئاسي انتخب قائد الجيش السابق وحليف حزب الله العماد ميشال عون رئيسا في أكتوبر/تشرين الأول.
وفي مقابلة نشرت الخميس في صحيفة الوطن السورية قال الأسد إن انتخاب عون انتصار للبنان ولسوريا وإن لبنان لا يمكنه النأي بنفسه عن سوريا.
وقال “عندما يكون هناك شخص منتخب كالعماد ميشال عون يعرف خطر الإرهاب حول لبنان على اللبنانيين فهذا أيضا سيكون انتصارا للبنان وانتصارا لسوريا وخاصة عندما يعرف هذا الرئيس بأنه لا يمكن للبنان أن يكون بمنأى عن الحرائق التي تشتعل حوله ويتبنى سياسة اللاسياسة أو ما سميت سياسة النأي بالنفس.”
وفي تطور آخر، أعلن مسؤول أميركي أن وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف لم يحققا أي تقدم الخميس في محادثاتهما حول التوصل الى وقف لإطلاق النار في حلب بعد عقد اجتماعين غير رسميين مقتضبين في هامبورغ على هامش لقاء دولي.
وقال مسؤول أميركي قبل مغادرة كيري هامبورغ حيث تعقد الجمعية السنوية للأعضاء الـ57 في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، “لم يحصل تقدم حول مسالة حلب”.
وبحسب المسؤول فإن كيري قال للصحافة الروسية إن الجهود ستتواصل رغم ذلك.
إلا أن موسكو التي تحاول الظهور وكأنها تسعى فعلا الى حل في حلب، تأخذ في اعتباراها أن كيري وادارة أوباما عموما ستغادر قريبا وبالتالي فإن التفاهم معها حول شأن سوري يبدو عبثيا، فيما تراهن على الفائز في الانتخابات الرئاسية الجمهوري دونالد ترامب والذي تبادل الثناء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
فشل مفاوضات الاغاثة
ورأى يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الخميس أن الولايات المتحدة وروسيا أبعد ما يكون عن الاتفاق على شروط عمليات الإجلاء من المناطق المحاصرة في شرق مدينة حلب السورية.
وذكر أن المفاوضات التي استمرت خمسة أشهر بشأن خطط الإغاثة فشلت ولم تتمخض عن شيء وشدد على ضرورة أن تتحد الولايات المتحدة وروسيا للاتفاق على إجلاء القطاع المحاصر الذي تقول الأمم المتحدة إنه ربما يضم ثمانية آلاف مقاتل بين أكثر من 200 ألف مدني.
وأضاف قائلا للصحفيين إن روسيا لم تعد تقدم وعودا بوقف القتال حتى يتمكن الناس من الخروج وإن اقتراحها فتح ممرات آمنة لا يستحق أن يسمى بهذا الاسم دون وقف إطلاق النار.
مقتل 26 جنديا سوريا
ميدانيا قتل 26 عنصرا من قوات النظام السوري الخميس في هجوم شنه مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية على مواقعها في محافظة حمص وسط البلاد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأضاف المرصد أنه على جبهة أخرى قتل 22 مدنيا في غارات في مناطق مختلفة خاضعة لسيطرة الجهاديين في شمال سوريا.
وقال إن عددا من قوات النظام اصيبوا كذلك “خلال هجمات عنيفة ومتزامنة نفذها عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في محيط حقول جزل والمهر وشاعر النفطية، ومحيط منطقة حويسيس بالبادية الشرقية لحمص”.
وأضاف أنه خلال الهجوم تمكن عناصر التنظيم من “انتزاع السيطرة على عدد من الحواجز والمواقع والنقاط والتلال، مجبرا قوات النظام على التراجع والانسحاب من نقاط تمركزها”.
وكان التنظيم المتطرف يسيطر على العديد من البلدات في حمص من بينها مدينة تدمر الأثرية، إلا أنه أجبر على الخروج من جميع مناطقها باستثناء البادية الشمالية.
ويهاجم عناصر التنظيم بانتظام مواقع قوات النظام السوري في المنطقة وحقول النفط الواقعة تحت سيطرة الحكومة.
وتسيطر فصائل معارضة مسلحة مختلفة على بعض الاجزاء الجنوبية من حمص.
ويقول المرصد انه يحدد الجهة التي تنتمي اليها الطائرات التي تشن الغارات طبقا لطراز الطائرة وموقعها ونمط الطلعات والذخيرة التي تستخدمها.
وتحدث المرصد كذلك عن مقتل ثمانية أشخاص في ضربات في قرية بزاعة شمال شرق حلب صباح الخميس. وقال إنه لا يعلم هوية الطائرات التي نفذت الغارة حتى الآن “ما إذا كانت تركية أم أنها تابعة للتحالف”.
وبدأت تركيا عملية غير مسبوقة داخل أراضي شمال سوريا اطلقت عليها اسم “درع الفرات” في 22 اغسطس/اب. وقالت انها تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية والفصائل الكردية المقاتلة.









اضف تعليق