الرئيسية » أحداث اليوم » روحاني يتخطى الخطوط الحمر وينتقد الحرس الثوري
أحداث اليوم رئيسى عالم

روحاني يتخطى الخطوط الحمر وينتقد الحرس الثوري

الرئيس الإيراني حسن روحاني
الرئيس الإيراني حسن روحاني

تخطى حسن روحاني الرئيس الايراني المنتهية ولايته والمرشح الاصلاحي لانتخابات الرئاسة أمس الجمعة خطوطا حمراء تقليدية في مناظراته التلفزيونية ومؤتمراته الانتخابية من خلال انتقاده الصريح لهيمنة الحرس الثوري على الاقتصاد كما انتقد القضاء، في محاولة لإشعال حماس الناخبين الإصلاحيين.

وقال أمس الجمعة خلال مناظرة تلفزيونية أخيرة “إذا كنا نريد اقتصادا أفضل يجب ألا نترك جماعات تحظى بدعم أمني وسياسي تشارك في الاقتصاد” في انتقاد واضح للحرس الثوري وهو وحدة خاصة في الجيش لها إمبراطورية اقتصادية كبرى تدعم منافسه الأول إبراهيم رئيسي.

وكان روحاني قد قال في مؤتمر انتخابي في مدينة همدان “هؤلاء الذين لم يفرضوا إلا الحظر في السنوات الماضية من فضلكم لا تنطقوا حتى بكلمة حرية لأن ذلك عار على الحرية”.

ودافع عن جهوده لتحسين اقتصاد بلاده وانتقد منافسيه، فيما يحاول من يتحدونه الإطاحة به في سباق محتدم يجري التصويت فيه الأسبوع المقبل.

واكتسح روحاني انتخابات الرئاسة السابقة قبل أربع سنوات بوعود بتقليل عزلة إيران الدولية ويسعى للفوز بولاية ثانية بعد أن تفاوض وأبرم اتفاقا مع قوى عالمية للحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات.

ويواجه المرشح الاصلاحي خمسة منافسين أبرزهم متشددان هما رجل الدين رئيسي ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف.

ويقول المرشحان إن روحاني باع مصالح إيران بسهولة كبيرة للغرب وترك اقتصاد إيران يتداعى من خلال سوء الإدارة.

متشدد في ثوب معتدل

ورغم خروج روحاني عن سياق الحملات الانتخابية المألوفة وعبوره خطوطا حمراء بخوضه مباشرة في هيمنة الحرس الثوري على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فإن محللين يعتبرونه رجلا من داخل النظام والمؤسسة العسكرية وصلة الوصل بين أجنحة الحكم التشدد المثير للجدل.

ويعتقد هؤلاء أنه يرتدي ثوب الاعتدال لتسويق نفسه ليس إلا وأنه لا يمكنه الخروج من عباءة المؤسسة الدينية المسيرة للحكم ولشؤون الشعب الإيراني.

ويجادل هؤلاء بأنه عجز بالفعل عن تنفيذ وعود الانفتاح وتخفيف القيود المفروضة على المجتمع الإيراني بالرغم من أنه أكثر من خاض فيها في الحملة الانتخابية السابقة التي أوصلته إلى سدّة الحكم.

وأشاروا إلى لهجة الاعتدال التي طالما تحدث بها روحاني وقبله الرئيس الاسبق محمد خاتمي ليست إلا دعاية سياسية لفك عزلة إيران الدولية والاقليمية.

وبالنسبة لازدواجية الخطاب في ما يتعلق بالمفاوضات النووية التي خاضها فريق روحاني فقد دعمها مرشد الثورة علي خامنئي وهو أكبر مرجعية سياسية ودينية في إيران لكنه انتقدها في نفس الوقت وعاد لاستثمارها انتخابيا في حملة دعم للمرشحين المتشددين من تياره.

ويحث خامنئي على العودة لما يسميه اقتصاد المقاومة ويدفع باتجاه تبني سياسة أكثر انغلاقا في التعامل مع الدول الغربية.

وفي ذلك انتقاد مبطن لروحاني الذي راهن على الاتفاق النووي للخروج من العزلة الدولة، لكنه فشل في تخطي ضوابط المؤسسة الدينية في ما يتعلق بالانفتاح والحريات داخل المجتمع الايراني.

وعكست حملات أمنية أخيرة تشنها المؤسسة الأمنية على الداعمين لتخفيف القيود الاجتماعية من جهة وتوجيهات خامنئي للناخبين من جهة ثانية، حجم التضييق على الحريات تحت عناوين مختلفة لكنها في النهاية تبقى من ضوابط المؤسسة الدينية التي ترسم مسارات السياسية الداخلية والخارجية لإيران.

وتجرى أول جولة في الانتخابات الرئاسية في 19 مايو/أيار على أن تجرى جولة إعادة بعدها بأسبوع إذا لم يفز أي مرشح بأكثر من 50 بالمئة من الأصوات.

ومثل المناظرتين السابقتين الحادتين وجه أبرز المرشحين المتشددين انتقادات حادة لسجل روحاني الاقتصادي قائلين إنه فشل في تحسين حياة الإيرانيين رغم رفع العقوبات.

ووصف رئيسي الأداء الاقتصادي في عهد روحاني بأنه ضعيف وقال إن 250 ألف شركة صغيرة اضطرت للإغلاق وإن المبالغ النقدية التي تصرف للفقراء يجب أن تزيد.

وقال “معدل البطالة مرتفع. والقوة الشرائية لدى الناس انخفضت بشدة”.

ويخشى روحاني أن يعزف بعض الناخبين الذين مكنوه من الفوز من الجولة الأولى في 2013 عن التصويت هذه المرة بعد أن تبددت آمالهم بشأن الفوائد الاقتصادية المباشرة لرفع العقوبات وبسبب بطء وتيرة التغيير الاجتماعي.

وعلى الرغم من أن روحاني فاز بأكثر من ثلاثة أمثال الأصوات التي حصل عليها أقرب منافس له قبل أربع سنوات فقد تجنب بالكاد خوض جولة ثانية بتحقيق ما يزيد قليلا عن نصف الأصوات الإجمالية.

وإذا خسر نسبة ضئيلة من هذا التأييد فقد يواجه جولة ثانية محفوفة بالمخاطر ضد منافس متشدد واحد يجمع كل أصوات المؤيدين لهذا التيار.

وقال رضا مير صادق وهو مدرس في مدينة يزد وسط إيران “أردت مقاطعة الانتخابات بسبب خيبة أملي من فشل روحاني في ضمان المزيد من الحرية لإيران، لكنني غيرت رأيي. سأصوت لروحاني لأمنع رئيسي من الفوز”.

ويفتقر قاليباف وهو قيادي سابق في الحرس الثوري يتسم بالصرامة، لدعم المؤسسة الدينية الذي يحظى به رئيسي أيضا، لكن لديه ملايين المؤيدين ممن يساندون سياساته الأمنية والاقتصادية.

وزاد من فرص إجراء جولة ثانية من خلال مقاومة مطالبات له بالتنحي من متشددين آخرين.