الرئيسية » تقارير ودراسات » ” متفق عليه ” ..كيف خدمت الهجمات إيران وإسرائيل والولايات المتحدة ؟
الرأي تقارير ودراسات رئيسى

” متفق عليه ” ..كيف خدمت الهجمات إيران وإسرائيل والولايات المتحدة ؟

الأمر لايتعدى كونه “مسرحية  متفق عليها ” ..تختزل تلك العبارة ما شهدته الساحة فى الشرق الأوسط خلال الليلة الماضية , فقد جاء الهجوم الإيراني وكأنه مجدولا ومعروف توقيته سلفا ومحاولة لحفظ ماء الوجه، حيث لا تستطيع طهران الوقوف متفرجة على قصف قنصليتها في دمشق والتي تعد أرضا سيادية لإيران وفق القانون الدولي.

وتنبىء التقارير الآعلامية الغربية والاسرائيلية خلال الأيام الماضية بتأويل بعض الأحاديث حيث أشارت إلى مفاوضات جرت في الأيام الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران لتحديد سقف الهجوم بحيث لا يوقع أضرار على الجانب الإسرائيلي مما يستدعي ردا يوسع دائرة الصراع.ونقلت تقارير صحفية عن مسؤولين إسرائيليين بأن تل أبيب ستتسامح مع هجوم “لا يوقع خسائر مادية”.

وهو ماحدث بالفعل , إذ أن الهجوم الإيراني غير مسبوق من حيث الرصد الإعلامي والسياسي لانطلاق المسيرات والصواريخ فور انطلاقها من الأراضي الإيرانية.وقال الجيش الإسرائيلي بعد انطلاق الهجوم أنه في انتظار وصول المسيرات إلى مدى الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأميركية لإسقاطها.وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية إن الطائرات المسيرة الإيرانية مقدر لها أن تصل في الساعة الثانية صباحا بتوقيت إسرائيل, بما يعنى أن تل أبيب لديها علم مسبق .

يضاف إلى ذلك أن إيران لم تركز ضربتها على مواقع إسرائيلية هامة للجيش و معسكراته و جنوده، ليكون الرد مماثلاً مع ما تم من إسرائيل تجاه ضربتها قنصلية إيران في دمشق و التي راح ضحيتها 8 من ضباط الحرس الثوري الإيراني، فضلاً عن الإصابات و الخسائر المادية. على سبيل المثال بدلا من استهداف مطار رامون فى صحراء النقب كان أولى مطار بن جوريون مما يؤكد نظرية المسرحية .

إذاً عملية الرد المتفق عليها بين واشنطن وطهران تبدو أهدافها واضحة للعيان والتى ربما كان أهمها الخروج بشكل لائق يحفظ للنظام الملائى ماء وجهه أمام شعبه و في المحافل الدولية التي ستوثر الصمت أو الشجب على استحياء شريطة ألا تتصاعد المواقف . لكن أهداف التثميلية الأميركية الإيرانية ربما تكون أوسع وأشمل من رد الاعتبار للنظام الملائى .

إذ أن من شأن الهجوم على إسرائيل أن يرأب الصدع الأمريكي الإسرائيلي، وهو ما بدت آثاره فورية، فالبيت الأبيض أكد أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحدثا عبر الهاتف.وباتالى يمكن القول أن الضربة جمعت حلفاء إسرائيل وانحازوا لها من جديد وأدت إلى تكوين تحالف غربي لدعم لا محدود لإسرائيل.

أكبر المستفيدين ايضا من الضربة الإيرانية رئيس الوزراء الإسرائيلي التي جاءت الضربة لتكون بمثابة طوق نجاة له للخروج من مأزق غزة والمظاهرات التي تندلع ضده مطالبة برحيله هو وحكومته بسبب الفشل في قطاع غزة علاوة على التشويش على تسريبات الوفد الإسرائيلي المفاوض التى أكدت أن نتنياهو تسبب فى تعطيل صفقة تبادل الأسرى وإنهاء القتال و عدم الوصول لحل في أزمة الرهائن لدى حركة حماس وهو ما تم نسيانه الآن وتفويضه في التعامل مع الأزمة الإيرانية .

باختصار ماجرى ليلة أمس لم ولن يكون بداية لحرب إقليمية مباشرة وواسعة بين إيران وإسرائيل هو مجرد صفقة اتفق عليها كافة الأطراف وحققت أهدافها وانتهى الأمر .