الرئيسية » سوشيال ميديا » مخطط إيراني لزرع جواسيس في أوروبا
تقارير مصورة سوشيال ميديا فيديو

مخطط إيراني لزرع جواسيس في أوروبا

بعد أربع سنوات من صدور التقرير المتعلق ب”حزب الله” والنفوذ الإيراني في منطقة البلقان، ما زالت القضية تفتقر إلى أي فهم أو بحث عميق.

وعلى الرغم من اعلان إسرائيل لقلقها البالغ، تجاه تصاعد هذا النفوذ الإيراني ،ونشاط الشبكات التابعة له،لكننا يمكن أن نقول إن البلقان أثبت أهميته بالنسبة لإيران لسببين على الأقل.

أولا: لأن البوسنة هو البلد الذي أنشأت إيران موطئ قدم لها فيه خلال حرب 1992-1995، وقد وفرت ايران الأسلحة والتدريب للمقاتلين المسلمين خلال تطبيق الغرب حصارا عليها.

ثانيا: بسبب حرص ايران على استثمار نفوذها هناك بعد الحرب، وخاصة بعد ظهور شبكات متعاطفة معها، وكانت ايران قد وطدت صلتها في البلقان،واكتسبت نفوذا في مختلف قطاعات المجتمع، ووكالات الأمن وإنفاذ القانون المحلية ،والتي لا تزال مستعدة للتعامل مع إيران،وكان تفجير “سارافوفو” في بلغاريا دليلا على ذلك.

ووفقا لتقارير استخباراتية ومصادر محلية، فإن “حزب الله” هو الوكيل الرئيسي للنفوذ والاستخبارات الإيرانيين ،في منطقة البلقان و في بلغاريا والبوسنة في الغالب.

ويسافر نشطاء الحزب إلى هذه المنطقة بجوازات سفر من بلدان غربية، مما يتيح لهم حرية أكبر،في التنقل لتفادي الشك من السلطات المحلية، فعلى سبيل المثال، استخدم الرجال المطلوبون في تفجير “سارافوفو” وثائق سفر أسترالية وكندية.

نفوذ “حزب الله” في بلغاريا

قبل خمس سنوات، كان الوضع مختلفا، وعند هذه النقطة، كان أعضاء “حزب الله” هادئين في البلقان، ولكن الوضع تغير الآن- ويرجع ذلك أساسا إلى الاتهامات الموجهة إلى “حزب الله” ووصفه بأنه منظمة ارهابية.

وكان الهجوم الإرهابي الذي وقع في “بورغاس” في 18 تموز / يوليه 2012 والذي أسفر عن مقتل خمسة سائحين إسرائيليين ومواطن بلغاري واحد، وجرح 32 إسرائيليا آخر، دليلا على أن البلقان ليسوا بمنأى عن هذا النوع من الإرهاب.

وفي حين أن المشتبه به الرئيسي في الهجوم هو “حزب الله”، فإن القضية قد توقفت، وظهرت صعوبات في تقديم المتهمين إلى المحكمة، وذكرت الحكومة البلغارية أن ثلاثة من عناصر “حزب الله” فجروا حافلة سياحية اسرائيلية، كما قتل الانتحارى، وهو مواطن لبنانى فرنسى ،واسمه محمد حسن الحسينى، فى الانفجار، وقد هرب المشتبه فيهما: الأسترالي ملياد فرح واللبناني الكندي حسن الحاج حسن إلى لبنان حيث تجاهلت السلطات طلبات التسليم البلغارية.

ومع ذلك، ومنذ مشهد المواجهة المسلحة في السفارة الأمريكية في سراييفو في عام 2011، بدأ مسؤولون أمنيون في الولايات المتحدة في الاهتمام بألأمر، والانتباه لنفوذ “حزب الله” في البلقان .

بينما فشلت وسائل الإعلام في تغيير طريقة عرض الأمر، فخطاب الإعلام والخطاب السياسي السائد الذي شكل الرأي العام حول الإرهاب في البلقان ،فشل كثيرا في مناقشة المسألة، حتى من الناحية النظرية، ويرجع ذلك إلى الرغبة في تخفيف حدة الانزعاج من احتمال وقوع هجمات إرهابية.
وكشفت المصادر أن البلقان لديها تاريخ طويل مع الجماعات الخطيرة: من جماعات الجريمة المنظمة، والمتطرفين اليمينيين والقوميين المتطرفين واليساريين والفوضويين، وأصناف من الجماعات الإسلامية العنيفة في بعض الأحيان.
ويركز معظم الخبراء في المقام الأول على مظاهر النازية الجديدة والمجموعات السلفية في البلقان، وعلى النقيض من التطرف السني ، لم يتم نشر سوى القليل من الأبحاث حول “حزب الله” في البلقان، ويمكن للأكاديميين التركيز أكثر على ذلك.

وقد نقل عن يوسي ميلمان، وهو صحفي إسرائيلي مخضرم يغطي الاستخبارات والشؤون الاستراتيجية لصحيفة “هآرتس” منذ 27 عاما، في تقرير عام 2013 ، نقل المخاوف الإسرائيلية من الوجود الإيراني في منطقة البلقان.
” وأشار يوسي ميلمان أن الوكالات الإسرائيلية تعرف أن وزارة المخابرات والأمن الإيرانية، قد أنشأت فيلق “القدس”وهو فرع من فيلق الحرس الثوري الإيراني المسؤول عن العمليات الأجنبية.

وأعتبر ميلمان أنه خلايا نائمة من الوكلاء، وهي تحاول تحديد الروابط الضعيفة في السلسلة الأوروبية، وأحد هذه الروابط الضعيفة هو البلقان”.

ووفقا لتقارير استخباراتية اسرائيلية فإن السياح والسكان اليهود يعتبرون اهدافا محتملة بسبب تصاعد التوترات بين تل ابيب وطهران.

الخلايا النائمة ل”حزب الله”
الخلايا النائمة ل”حزب الله” في بلغاريا والبوسنة والبلقان، تم زرعها برعاية ايرانية، منذ نهاية التسعينات وبداية 2000 حيث بحثت إيران عن حلقة ضعيفة في سلسلة الاتحاد الأوروبي، ويبدو أن البلقان هي الحلقة الضعيفة التي كانوا يبحثون عنها، كما أن المشاكل الأمنية، ونقص الرصد الأمني، ومشاكل تقاسم المعلومات الاستخباراتية بين دول البلقان وبين البلقان والاتحاد الأوروبي، تمثل نوعا من المشاكل، اتاح توافد أعضاء “حزب الله”عليها.

لكن المصادر والمعلومات المتاحة رسمت الصورة الكاملة عن نشاط هذه الخلايا وأماكن تواجدها حيث رصدت السلطات المحلية البلغارية، شبكات “حزب الله” الموجودة بالفعل، في ثلاث من أكبر المدن البلغارية، كما عرفت أن الأحزاب السياسية أيضا ومن بينهم القوميون يدافعون عن إيران و”حزب الله”.

وأشارت المصادر ذاتها أن بعض هؤلاء الوكلاء يعملون في “فارنا” و”صوفيا”وهما مدينتان تحظيا باقبال أنصار التشيع، وذكرت مصادر محلية – بما فيها المخابرات ومصادر مكافحة الارهاب – أن بعض أعضاء الحزب عبروا الحدود مع “صربيا” كسياح ،وودار نشاطهم حول البحث عن البنى التحتية والمبانى الادارية ،وكل ما يتعلق بالسكان اليهود والممتلكات الاسرائيلية.

وحتى اليوم، لا توجد بيانات واضحة تتعلق بأنشطة “حزب الله” في البلقان وبلغاريا، لكن هناك شائعات استخباراتية تقول إن عشرات من النشطاء يسافرون بين صوفيا وسراييفو عبر بلغراد، وكذلك في مقدونيا وكوسوفو – على الرغم من أن إيران لا تعترف بكوسوفو.

وكشف أحد أعضاء “حزب الله” في بلغاريا عن بعض التفاصيل الخاصة بتكون شبكات “حزب الله” في بلغاريا ودول البلقان الأخرى من مواطنين لبنانيين يصلون كطلاب أو رجال أعمال، ويتلقى بعض الطلاب مساعدة مالية من “حزب الله” لاستكمال تعليمهم، ثم يعودون إلى لبنان أو يقيمون في بلغاريا، إذا بقوا، وبعضهم يمكن أن يصبح ناشطا لأغراض الحركة.

وقد تم ربط بعض الطلاب أو رجال الأعمال الذين يصلون إلى منطقة البلقان ب”حزب الله” في لبنان أو كانوا أعضاء كاملين بتدريب عسكري، عند وصولهم، ويمكنهم قضاء أشهر أو حتى سنوات، حيث يعيشون حياة مدنية عادية، حتى تبدأ مرحلة تكوين الأسر.

وعلى سبيل المثال، بعضهم متزوج من مواطنات بلغاريات، ومهمتهم الرئيسية هو جمع المعلومات، ليس فقط عن الوجود الإسرائيلي في أي بلد معين، ولكن أيضا معلومات عن الدولة نفسها وعلاقاتها.

حظر “حزب الله”

دعا الكونجرس الأمريكي في عام 2016 الاتحاد الأوروبي إلى حظر “حزب الله” ككيان إرهابي، وذكر تقرير استخباري ألماني أن 950 من أعضاء حزب الله يعملون في الجمهورية الاتحادية.

لكن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي انقسمت على “حزب الله”، وقد تم حظر هذه الحركة في هولندا والمملكة المتحدة، ولكن أعضاء آخرين، ولا سيما فرنسا، كانوا يترددون في أن يحذوا حذوهما.

وغالبا ما يستخدم “حزب الله” حجة الوضع السياسي في لبنان للدفاع عن أعماله في لبنان وسوريا ،حيث يدعم مقاتلوه نظام الأسد، بينما يجد المجتمع الدولي صعوبة في تحديد الحركة كمجموعة إرهابية، لأن “حزب الله” قوة سياسية في لبنان، وقد تأصلت هياكله بسبب النظام الإداري والبيروقراطي ،مما يصعب من مهمة استئصاله في الوقت الحاضر.

وفي الوقت نفسه، استخدمت إيران هذه الحركة كوكيل لها في تنفيذ مهام محددة ، وفي الوقت الذي قاتل فيه مقاتلو “حزب الله” في العراق وسوريا، سافر أعضاؤه إلى أوروبا للبحث عن فرص للتسلل، بكل الطرق الممكنة، إلى الدول المعادية لإيران.

كما نجح “حزب الله” في إقامة علاقات اقتصادية ،وتعزيز النفوذ مع الشركات والأعمال التجارية، في هذه الدول ،فضلا عن إنشاء شبكات خلوية، في الوقت الحاضر، وهذه الخلايا لجمع المعلومات فقط.

ومع ذلك، وكما أظهر تفجير”سارافوفو” أن هناك دائما احتمال وقوع هجوم إذا لم تتخذ الحكومات المحلية التدابير اللازمة،لكن تغير الوضع حاليا حيث رأت العديد من البلدان أن إيران حليف في الحرب ضد الإرهاب، وقد لوحظت ضمنا شبكات الوكلاء دون رد، مما يؤدي الى تعاظم دور شبكات “حزب الله” في أروربا، وازدياد نفوذها ،وتشكيلها خطورة كبيرة على هذه الدول وخاصة اذا كانت تهدد السلم والأمن العام.