كشفت مصادر يمنية عن مخطّط لميليشيات الحوثي أعدته للسيطرة على الجزء الجنوبي من صنعاء، حيث تنتشر قوات موالية للرئيس السابق المخلوع علي عبدالله صالح. ووفق المصادر ذاتها فإنّ ميليشيات الحوثي انقسمت لتنفيذ مخطط السيطرة الكاملة على صنعاء إلى تيارين.
وأوضحت المصادر أنّ التيار الأول سياسي ويقوده رئيس المجلس السياسي الانقلابي صالح الصماد والناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، بهدف التفاوض وإلهائه عن ما يقوم به التيار الثاني، فيما أوكلت للتيّار الثاني مهمة التحرك على الأرض عسكرياً والسيطرة، ويقوده المكتب التنفيذي لميليشيات الحوثي بقيادة عبدالكريم الحوثي وهو عم زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي.
وأكّدت المصادر ذاتها أن ميليشيات الحوثي تعتزم العمل على خمسة محاور لإنجاح مخطط السيطرة الكاملة على صنعاء، بعد تفاقم الخلاف مع حليفهم علي عبدالله صالح. وأبرز هذه المحاور فرض حالة الطوارئ، وتعيين رؤساء دوائر قضائية في صنعاء يدينون بالولاء لميليشيات الحوثي، تمهيداً لمحاكمة من أسموهم الخونة في إشارة إلى قيادات حزب صالح، فضلاً عن إحداث تغييرات في وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية، وإقالة الموالين لصالح واستبدالهم بعناصر حوثية تدرّبت في إيران، وتشديد الرقابة على قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام.
وعيد مخلوع
في السياق، وبعد يومين من توقيع اتفاق تهدئة هش مع ميليشيات الحوثي، أطلق الرئيس المخلوع علي صالح تهديدات ووعيداً للحوثيين حال لم تتم محاكمة قتلة مرافقه الشخصي القيادي في حزب المؤتمر الشعبي.
وكشف صالح خلال تشييع نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر، عن أنّ ميليشيا الحوثي كانت تستهدف نجله صلاح عندما قتلت نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية خالد الرضي.
وقال صالح في كلمه أثناء التشييع، إنّ ابنه صلاح هو الذي تعرّض للحادث والتفتيش، حيث طلب منه الحوثيون البطاقة وطلبوا منه السلاح رغم تعريفه بنفسه، قبل أن تحضر له سيارة لتنقله فغادر المكان، فقام الحوثيون بإطلاق النار على الرضي وهو على رصيف الشارع.
وطالب صالح بأن يتولى ما يسمى المجلس السياسي وحكومة الانقلابين تحمّل مسؤوليتهم وأن تسرع بالتحقيقات وضبط الجناة وتقديمهم للعدالة، مردفاً: «لقد أمسكنا أعصابنا وقواعدنا وكوادرنا وكل المخلصين في هذا الوطن، كانت فتنة لا تحمد عقباها».
خسائر انقلابيين
ميدانياً، نفّذ الجيش الوطني أمس عملية التفاف نوعية أسفرت عن مقتل 18 وإصابة العشرات في صفوف ميليشيات الانقلابيين في منطقة الرويس التابعة لمحافظة الحديدة ضمن معركة تحرير الساحل الغربي.
وقال نائب الناطق باسم محور تعز العسكري العقيد عبدالباسط البحر، إن عملية الالتفاف تمت فجر أمس من منطقة يختل والرويس باتجاه الزهاري أولى مناطق الحديدة، وقتل في العملية 18 من الانقلابيين وتدمير أربعة أطقم عسكرية.
وأضاف: «المواجهات لا تزال مستمرة بإسناد من مقاتلات التحالف العربي، حيث يقوم الجيش الوطني بالضغط على عناصر الميليشيا التي تتراجع بشكل كبير جراء تكبدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات».
وقفة أمهات
إلى ذلك، نفذت أمهات المختطفين في الحديدة، وقفة احتجاجية أمام مبنى الأمم المتحدة، للتعبير عن الاستنكار من استمرار ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في إخفاء أبنائهن قسراً من دون وجه حق.
وأعرب بيان صادر عن الوقفة الاحتجاجية، عن قلق الأمهات الشديد من استمرار إخفاء العشرات من أبنائهن في سجون الميليشيات الانقلابية. واستنكرت الأمهات في الوقفة المتزامنة مع اليوم العالمي للإخفاء القسري، الصمت الدولي إزاء تعامل الحوثيين معهن من حرمانهن من أبنائهن، وحملن الحوثيين مسؤولية سلامة وحياة جميع أبنائهن المختطفين.
وناشدت الأمهات كل الجهات المختصة بسرعة إظهار أبنائهن، وسرعة الإفراج عنهم قبل حلول العيد المبارك. وتساءلت الأمهات في نهاية وقفتهن هل سيكون لعيدهن ألوان يفرحن بها أم سيكون عيد بلا ألوان؟
وناشد البيان الحقوقيين وكل المنظمات الإنسانية وأصحاب الضمير الحي من يحملون الرحمة والإنسانية في صدورهم، القيام بدورهم تجاه المختطفين والمخفيين قسراً والكشف عن أماكن إخفائهم وإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط.
اضف تعليق