أعلنت الشرطة الألمانية أمس الأحد ان منفذ إطلاق النار في المركز التجاري في ميونيخ مساء الجمعة الذي أوقع تسعة قتلى و35 جريحاً خطط لهجومه “منذ سنة”.
وقال قائد شرطة بافاريا روبرت هايمبرغر خلال مؤتمر صحافي إن الشاب الالماني-الايراني البالغ من العمر 18 عاماً الذي استدرج ضحاياه عبر “فيسبوك” خطط “لعمله هذا منذ سنة، ولم يختر ضحاياه في شكل محدد”.
واستدرج الشاب الضحايا بعدما “قرصن” حساب فتاة على موقع “فيسبوك” لدعوتهم إلى التوجه إلى أحد مطاعم “ماكدونالدز”. وذكرت وسائل الإعلام أنه نشر رسالة على “فيسبوك” قال فيها: “أقدم لكم ما تريدون بسعر غير باهظ”.
وقال قائد شرطة ميونيخ هوبرتوس أندريا إن منفذ الهجوم “مختل عقلياً” ولا توجد مؤشرات على الإطلاق لوجود صلة بينه وبين تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
وأضاف أندريا أن الهجوم لا علاقة له أيضاً باللاجئين، موضحاً أن السلطات فتشت غرفة منفذ الهجوم ولم تجد أي “مؤشرات على الإطلاق لوجود صلة بـ(الدولة الإسلامية)”، مشيراً إلى أن التحقيق لم يتوصل إلى أي سبب يدعو للاعتقاد بوجود أكثر من مهاجم.
وذكر أنه لا يوجد ما يستدعي تفادي الذهاب إلى ميونيخ أو إلغاء أي أحداث بالمدينة لاعتبارات أمنية.
وصرح ممثل لنيابة ميونيخ “ننطلق من مبدأ أن الأمر في القضية عمل كلاسيكي لمختل عقلياً” تحرك بلا دوافع سياسية على ما يبدو، مضيفاً “ليست هناك أسباب أخرى”.
وقال أندريا: “وجدنا عناصر تدل على أنه يهتم بقضايا مرتبطة بالمختلين عقلياً” الذين ارتكبوا عمليات قتل، خصوصاً كتب ومقالات في صحف. وأضاف أنه ليس هناك أدنى علاقة لمطلق النار بـ “داعش”.
من جهته، أشار النائب العام في ميونيخ توماس شتاينكراوس اليوم إلى أن الشاب الألماني الإيراني كان يعاني “شكلاً من أشكال الاكتئاب”.
وأضاف شتاينكراوس خلال مؤتمر صحافي أن “المسالة تتعلق بمرض، وهو شكل من أشكال الاكتئاب”، لكنه أبدى في الوقت ذاته حذراً حيال معلومات تفيد أنه تلقى علاجاً نفسياً.
وأشار قائد شرطة ميونيخ إلى أن المحققين كشفوا “رابطاً واضحاً” بين اطلاق النار من جانب الشاب الألماني الإيراني مساء السبت والقاتل النروجي اندريس بيرينغ بريفيك. وصرح أن “الرابط واضح”، غداة الاعتداء الذي اوقع تسعة قتلى بعد خمسة أعوام تماماً على المجزرة التي راح ضحيتها 77 شخصاً ونفذها اليميني المتطرف بريفيك.
وكان رئيس الشرطة قال في وقت سابق اليوم إن منفذ الاعتداء الذي راح ضحيته تسعة قتلى، ألماني من أصول إيرانية يبلغ 18 عاماً، وإن دوافعه “لا تزال غير واضحة” حتى الآن.
وأضاف أن “منفذ (الاعتداء) ألماني من ميونيخ، يتحدر من أصول إيرانية ويبلغ 18 عاماً” ولم يكن معروفاً لدى أجهزة الشرطة، مشيراً إلى أنه كان يعيش “منذ فترة طويلة” بمفرده في العاصمة البافارية ويحمل الجنسيتين الألمانية والإيرانية.
ولفت إلى أن دوافع منفذ الاعتداء “لا تزال غير واضحة”، مشيراً إلى أنه صرخ في اللحظة التي انتقل فيها إلى تنفيذ الهجوم، لكن التحقيقات لم تحدد بعد بشكل دقيق العبارة التي قالها.
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند قال اليوم إن إطلاق النار الدامي الذي وقع في ميونيخ “هجوم إرهابي مقيت” استهدف إثارة الخوف في ألمانيا بعد استهداف فرنسا الأسبوع الماضي. وأشار أولوند في بيان إلى أن “الهجوم الإرهابي الذي وقع في ميونيخ وقتل أشخاصاً كثيرين، عمل مقيت يهدف إلى إثارة الخوف في ألمانيا بعد دول أوروبية أخرى”، مضيفاً “ألمانيا ستقاوم وبإمكانها الاعتماد على صداقة فرنسا وتعاونها”. وأوضح أنه سيتحدث مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
ومن المقرر أن تجتمع ميركل اليوم مع رئيس أركان الجيش بيتر ألتماير ووزير الداخلية توماس دي مايتسيره إلى جانب مجموعة من مسؤولي الإستخبارات لبحث الأمر.
وأضاف أندريا أن من السابق لأوانه القول إن كانت واقعة السبت هجوماً إرهابياً كما قال الرئيس الفرنسي أم عمل شخص مختل.
ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم لكن أنصار تنظيم “الدولة الإسلامية” احتفلوا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاء في إحدى التغريدات على موقع “تويتر” أن “الدولة الإسلامية تتوسع في أوروبا”.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن الكرملين قوله إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم تعازيه للمستشارة الألمانية ورئيس وزراء ولاية بافاريا هورست زيهوفر.
وكان الشاب بدأ إطلاق النار من مسدس باتجاه الناس عند مخرج أحد المطاعم، قبل أن يواصل إطلاق النار في مركز تجاري قريب، ومن ثم لاذ بالفرار.
وأصيب المعتدي بنيران دورية للشرطة، لكنه تمكن من الفرار. وعثرت الشرطة على جثته لاحقاً، نحو الساعة 18:30 بتوقيت غرينتش، واتضح لها أنه أقدم على الانتحار.
واعتقدت قوات الأمن في البداية أن ثلاثة أشخاص نفذوا الإعتداء، لأن شهوداً رأوا سيارة مشبوهة في داخلها رجلان فرا بسرعة كبيرة بالقرب من مكان الاعتداء. وأوضح رئيس الشرطة “الرجلين لم تكن لهما علاقة مطلقاً” بما حدث.
وذكرت الشرطة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أن حصيلة الاعتداء ارتفعت إلى تسعة أشخاص قتلهم منفذ الاعتداء الذي اقدم على الانتحار، وأن 16 شخصاً آخرين أصيبوا بجروح. وكانت الشرطة أشارت في وقت سابق إلى سقوط 21 جريحاً.
ومن أصل 16 جريحاً، هناك ثلاثة أشخاص أصيبوا بجروح بالغة. ولفت اندرا إلى وجود طفلين بين الجرحى، موضحاً أن هناك شباباً بين القتلى.
وكانت الشرطة الألمانية أعلنت وقوع إطلاق نار في مركز للتسوق وسط مدينة ميونيخ، ما دفع السلطات الألمانية إلى إعلان حال الطوارئ في المدينة.
وطالبت الشرطة سكان المدينة بالبقاء في منازلهم أو الاختباء في أي مبنى مجاور إذا كانوا خارجها، مشيرة إلى أنها تشتبه في وقوع هجوم إرهابي في المدينة، غير أن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أكد أن الدافع وراء الهجوم لا يزال غير واضح.
وقال شتاينمايرفي بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني “الدوافع لهذا العمل البغيض لم تتضح بالكامل حتى الآن. لا تزال تصلنا خيوط متناقضة”.
وأظهرت لقطات تلفزيونية السبت العشرات من سيارات الطوارئ أمام مركز التسوق. وأحاطت الشرطة بالمركز وقالت في تغريدة: “تجري عملية كبيرة للشرطة في مركز للتسوق”، داعية السكان إلى تجنب المنطقة. وأجلت السلطات المتسوقين من مركز “أولمبيا” للتسوق.
وقال وزير العدل الألماني هيكو ماس السبت لصحيفة “بيلد” الألمانية إنه “ليس هناك سبب للذعر لكن من الواضح أن ألمانيا لا تزال هدفا محتملاً”.
ويأتي الهجوم بعد أسبوع من إصابة عدد من ركاب قطار ألماني في هجوم نفذه طالب لجوء (17 عاماً) بفأس، وأعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) مسؤوليته عنه. وأطلقت الشرطة النار على المراهق بعدما أصاب أربعة أشخاص من هونغ كونغ على متن القطار وامرأة من سكان المنطقة أثناء هروبه.
وأعلنت شرطة ميونيخ إعادة العمل بوسائل النقل العام ليل الجمعة السبت بعدما كانت توقفت جراء الاعتداء وأوضحت على “تويتر” أن “كل وسائل النقل العام عادت إلى العمل مجدداً”.
كذلك أعادت محطة قطارات ميونيخ فتح أبوابها، ما سمح للقطارات التي بقيت عالقة في مناطق قريبة باستئناف رحلاتها مجدداً.
اضف تعليق