الرئيسية » أرشيف » نجاد يمهِّد الطريق أمام مشائي للرئاسة
أرشيف

نجاد يمهِّد الطريق أمام مشائي للرئاسة

كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يجهز الأجواء لمستشاره ومدير مكتبه أسفانديار رحيم مشائي ليخلفه في رئاسة البلاد.

وقالت الصحيفة: "هذا هو وقت تصور ما كان محالاً، وهو احتمال فوز مشائي، المستشار المثير للجدل لنجاد، في انتخابات الرئاسة الإيرانية المزمعة في يونيو المقبل".

ورأت صحيفة "الجارديان" أنه من المستبعد تحقق الاعتقاد السائد باستبعاد مشائي من سباق الانتخابات الرئاسية، بالاعتماد على أنه لن يتمكن من الحصول على القبول المتطلب من مجلس الأوصياء، خاصة كبار رجال الدين ممن يأخذون عليه ميله إلى تسوية النزعة القومية الإيرانية بـ"الدين"، وكذلك الحال بالنسبة لساسة معسكر المحافظين.

وقالت الصحيفة: "لا يجب التقليل من شأن مشائي، فالرجل أظهر مرارًا قدرة على استغلال ما وصفته بخواء وسوء فهم ناقديه سواء داخل إيران أو خارجها، وكذلك ما أظهره من براعة في فهم عقلية الجماهير"، مشيرة إلى ترويجه روايات يضطلع في إحداها بدور أحد ضباط الحرس الثوري.

وأضافت "الجارديان": "نجاد ومشائي يخططان الآن للحيلولة دون استبعاد مجلس الأوصياء لترشيح الأخير، راصدة أربعة محاور لهذه الإستراتيجية: الأول يتمثل في دعم شعبية مشائي لاسيما بين فقراء الإيرانيين وذلك عبر إعطائهم مبالغ نقدية، وهو الأسلوب الذي اتبعه نجاد في اقتراعات عامي 2005 و2009".

أما المحور الثاني في تهديد نجاد فهو يتعلق بفتح ملفات فساد لنخب سياسية، على غرار ما فعل في فبراير الماضي عندما عرض في البرلمان الإيراني شريط فيديو يظهر تورط أحد إخوة على لاريجاني رئيس البرلمان في قضية فساد.

ويتمثل المحور الثالث من إستراتيجية نجاد – مشائي، في تعويلهما على ما يتمتع به مشائي من كاريزما يفتقر إليها جميع مرشحي المحافظين باستثناء باقر قاليباف، عمدة طهران، بما يضفي تنافسية ومصداقية على عملية الانتخابات.

وقالت الصحيفة: "يتمثل المحور الرابع والأخير من الإستراتيجية في تعويل نجاد ومستشاره مشائي على علاقاتهما بقوى مهمة في الحكم، لاسيما في وزارة الداخلية التي تتمتع بسلطات إشرافية على عملية الانتخابات".

واعتبرت "الجارديان" أن مناورات نجادي – مشائي ستسفر عن تصعيب الأمر على المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي قد يضطر تحت وطأة الضغوط إلى إصدار تعليمات لمجلس الأوصياء بمراجعة قرار استبعاد مشائي كمرشح للرئاسة، على غرار ما فعل خامنئي عام 2005 بالسماح للإصلاحي مصطفى معين بخوض سباق الرئاسة.

واختتمت الصحيفة تعليقها بالقول: إن مشائي الرجل حاد الذكاء، إذا تمكن من خوض غمار العملية الانتخابية، سيتمكن بلا حاجة إلى أي تلاعب من إحراز السبق على منافسيه الذين يشبهون أنتيكات المتاحف.