الرئيسية » تقارير ودراسات » نذر حرب وشيكة بين إسرائيل وإيران على ارض سوريا
تقارير ودراسات رئيسى

نذر حرب وشيكة بين إسرائيل وإيران على ارض سوريا

حطام طائرة إف 16 الإسرائيلية التي أسقطت
حطام طائرة إف 16 الإسرائيلية التي أسقطت

تشتعل سماء سوريا وترتفع فيها أصوات المحركات الحربية، مقاتلة إسرائيلية تسقطها الدفاعات الجوية السورية للمرة الأولى منذ بدء الأزمة عام 2011.

واعترف الجيش الإسرائيلي بتحطم طائرة حربية تابعة له من طراز (F16) ، وقال الجيش إن الطائرة تم قصفها أثناء مهمة لقصف منشآت طائرات بدون طيار إيرانية فى سوريا.

كما نشر الجيش الإسرائيلي صور استهدافه للعربة التي أطلقت منها الطائرة من داخل سوريا.

وعقب إسقاط المقاتلة الإسرائيلية التئم المجلس الوزاري المصغر على الفور وأجاز شن مزيد من الضربات داخل العمق السوري.

وقال بيان للجيش إن مقاتلات إسرائيلية غارات على 12 هدفا من بينها 3 بطاريات للدافع الجوى السوري و4 أهداف إيرانية.

خروج حزب الله
إلى ذلك، طالب السفير الإسرائيلي لدى روسيا، هاري كورين، أمس السبت، موسكو بالتدخل لمنع التصعيد مع سوريا، والضغط من أجل خروج قوات حزب الله والمقاتلين الشيعة.

واعتبر حزب الله اللبناني أمس السبت أن إسقاط الجيش السوري لمقاتلة إسرائيلية يشكل بداية مرحلة “استراتيجية” جديدة، من شأنها أن تضع حداً “لاستباحة” أجواء سوريا وأراضيها.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن السفير الإسرائيلي لدى موسكو هاري كورين قوله أمس السبت إن على وحدات حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والمقاتلين الشيعة الانسحاب فورا من منطقة خفض التصعيد في جنوب سوريا.

ونقلت الوكالة عن كورين قوله “نفضل التحدث عن تنفيذ الاتفاقات المختلفة بشأن مناطق خفض التصعيد، وفي حالتنا هذه، في الجنوب على الحدود مع إسرائيل”.

وتابع “على وجه التحديد، يجب على الفور تقليص وجود أي وحدات إيرانية وقوات حزب الله والمقاتلين الشيعة”.

وأكد كورين أن بلاده ستعرقل عند الحاجة الخطط العسكرية الإيرانية في الأراضي السورية ولبنان التي تستهدف إسرائيل.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق عن إسقاط الدفاعات الجوية السورية لمقاتلة “إف-16” إسرائيلية، عقب شنها غارات على أهداف إيرانية بقاعدة عسكرية سورية، بعد ساعات من إسقاط الطيران الإسرائيلي طائرة من دون طيار إيرانية.

ونفت “غرفة عمليات حلفاء سوريا” التي تضم قياديين من روسيا وإيران وحزب الله اللبناني وتتولى تنسيق العمليات القتالية في سوريا، إرسال أي طائرة مسيرة فوق الأجواء الإسرائيلية فجر أمس السبت، واصفة الاتهامات في هذا الصدد بأنها “افتراء”.

وأوردت في بيان “ما قاله العدو الإسرائيلي في أنها (الطائرة) كانت تستهدفه ودخلت المجال الجوي لفلسطين المحتلة هو كذب وافتراء وتضليل” في رد على تأكيد إسرائيل أنها اعترضت فوق أراضيها طائرة إيرانية من دون طيار انطلقت من سوريا.

وقالت صحيفة “يديعوت احرونوت” على موقعها الإلكتروني “طلبت إسرائيل من روسيا التدخل العاجل لمنع التصعيد في الشمال”، نظراً لوجود علاقات وطيدة بين موسكو والنظام السوري.

وأضافت “أوضحت إسرائيل للمسؤولين الروس أن جميع التحذيرات الإسرائيلية ضد التموضع الإيراني في سوريا قد تحققت”.

وتابعت “قيل للروس أيضا أن إيران – كما سبق وحذرت إسرائيل – كانت سبب عدم الاستقرار الذي لم توليه روسيا اهتماما”.

وخلال الأشهر الماضية، طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في سلسلة لقاءات واتصالات هاتفية، العمل لمنع ما أسماه “التموضع الإيراني في سوريا”.

الطائرات الإسرائيلية أغارت على أهداف سورية وإيرانية
الطائرات الإسرائيلية أغارت على أهداف سورية وإيرانية

“تلعبان بالنار”

كما حذرت إسرائيل أمس السبت بأن إيران وسوريا “تلعبان بالنار” في حين أنها هي لا تسعى إلى التصعيد، مؤكدة أنها تبقى على استعداد لكل الاحتمالات بعد تصعيد مفاجئ بينها وبين سوريا.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس للصحافيين خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف أن إيران وسوريا “تلعبان بالنار بارتكابهما مثل هذه الأعمال العدوانية”.

وإذ أكد “إننا لا نسعى إلى التصعيد” حذر “لكننا جاهزون لمختلف السيناريوهات” متوعدا بتدفيع “ثمن باهظ” على مثل هذه الأعمال.

وأضاف كونريكوس معلقا على الطائرة بدون طيار الإيرانية التي اعترضنها إسرائيل في مجالها الجوي قادمة من سوريا “هذا الانتهاك الإيراني الأشد والأفضح على السيادة الإسرائيلية خلال السنوات الماضية”.

وتابع “لذلك جاء ردنا بمثل هذه الشدة”.

لكننا جاهزون لمختلف السيناريوهات” ومستعدون لتدفيع “ثمن باهظ” على مثل هذه الأعمال.

وأعلنت إسرائيل أمس السبت شن ضربات “واسعة النطاق” استهدفت مواقع “إيرانية وسورية” داخل الأراضي السورية، بعيد سقوط مقاتلة لها من طراز أف-16 في أراضيها، واثر اعتراضها لطائرة من دون طيار في أجوائها أكدت أنها إيرانية انطلقت من سوريا.

ومنذ اندلاع الأحداث في سوريا عام 2011 عملت إسرائيل على تجنب التورط في هذا النزاع إلا أنها كانت تستهدف أحيانا مواقع للنظام السوري أو قوافل سلاح مرسلة إلى حزب الله.

وأورد حزب الله في بيان أمس السبت “يشيد حزب الله بيقظة الجيش العربي السوري الذي تصدى ببسالة للطائرات الإسرائيلية المعادية وتمكن من اسقاط مقاتلة من طراز أف 16، معلناً بداية مرحلة استراتيجية جديدة تضع حداً لاستباحة الأجواء والأراضي السورية”.

واعتبر الحزب “أن تطورات اليوم تعني بشكل قاطع سقوط المعادلات القديمة” مؤكداً وقوفه “الثابت والقوي إلى جانب الشعب السوري في الدفاع عن أرضه وسيادته وحقوقه المشروعة”.

من جهته، قال التلفزيون الإيراني الرسمي إن طهران رفضت تقارير عن اعتراض إسرائيل لطائرة إيرانية بدون طيار انطلقت من سوريا أمس السبت ووصفتها بأنها “سخيفة”.

وكان مسؤول في الحرس الثوري الإيراني قال إن ليس بوسعه تأكيد التقرير لأن الإسرائيليين “كاذبون”.

ونقل التلفزيون عن المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي قوله “التقارير التي تتحدث عن طائرة إيرانية بلا طيار تحلق فوق إسرائيل وأيضا عن ضلوع إيران في هجوم على مقاتلة إسرائيلية سخيفة جدا”.

وفي آذار/مارس 2017 استهدف الطيران الإسرائيلي قافلة سلاح في سوريا واعترضت صاروخا أطلق باتجاه أراضيها. وأكد الجيش السوري يومها انه اسقط مقاتلة إسرائيلية وأصاب أخرى، الأمر الذي نفته إسرائيل.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو حذر الشهر الماضي من موسكو أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من “خطر” تمركز إيران عسكريا في سوريا وسعيها لإنتاج أسلحة متطورة.

وقال نتانياهو الثلاثاء محذرا في هذا الإطار “نحن مع السلام إلا أننا مستعدون لكل السيناريوهات وننصح الجميع بعدم التحرش بنا”.

ومن جهته قال التحالف العسكري الذي يقاتل دعما للرئيس السوري بشار الأسد أمس السبت إن إسرائيل ستشهد “ردا قاسيا وجديا” على “إرهابها” من الآن فصاعدا.

وأضاف التحالف في بيان إن المزاعم الإسرائيلية بدخول طائرة بلا طيار المجال الجوي الإسرائيلي “كذب وافتراء”.

وأشار البيان إلى أن إسرائيل هاجمت قاعدة للطائرات بدون طيار في وسط سوريا.

وأضاف التحالف أن الطائرات بدون طيار انطلقت من مطار التيفور في الصباح لتنفيذ مهمات روتينية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة صحراوية في سوريا.

وقال البيان “صباح اليوم طائراتنا المسيرة انطلقت من مطار التيفور ولكن باتجاه البادية السورية في مهمة اعتيادية لكشف بقايا خلايا داعش وتدميرهم. وحين استهداف المحطة كانت لا تزال طائراتنا فوق مدينة السخنة باتجاه البادية”.

وتقع السخنة في شمال شرقي مدينة تدمر في وسط سوريا.