الرئيسية » رئيسى » واشنطن تمهد للحرب على الحرس الثوري الإيراني
تقارير إخبارية تقارير ودراسات رئيسى

واشنطن تمهد للحرب على الحرس الثوري الإيراني

الحرس الثوري
الحرس الثوري

دخل الحرس الثوري الإيراني إلى مجال المحرقة الأميركية ،بعد أن حدد البيان الرسمي للبيت الأبيض تورطه في العديد من العمليات العدائية ضد دول الجوار أولا ، وضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها ،في المنطقة ثانيا.

لكن الجانب الأخطر في تقرير البيت الأبيض عن إيران ،هو الكشف عن اعتبار الحرس الثوري الأداة الرئيسية التي استخدمها المرشد الأعلى خامنئي وسلاحه في إعادة تشكيل إيران ،وتحويلها إلى دولة مارقة ،بمساعدة العناصر المتشدده في الحرس الثوري الإيراني، متهما المنظمة الايرانية بأنها الجرثومة التي يجب استئصالها من خريطة الشرق الاوسط.

وأشارت الاستخبارات الأميركية بحسب هذا التقرير أن الغرض المعلن من الحرس الثوري الإيراني هو تخريب النظام الدولي، واعادة انتاجه بما يخدم نفوذ إيران وأطماعها التوسعية في المنطقة.

وأوضح التقرير ازدياد قوة الحرس الثوري الإيراني ونفوذه بمرور الوقت، وعدم خضوعه للمساءلة أمام الشعب الإيراني في الداخل ، أو التزامه بالضغوط الدولية في الخارج.

ويعمل الحرس الثوري خارج إيران عبر ذراعه الخارجية “فيلق القدس”، وهو فيلق يرأسه الجنرال قاسم سليماني، ويركز هذا الفيلق حاليًا على العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن، كما كان يعمل في أفغانستان وشمال أفريقيا.

ويعد فيلق القدس إحدى الأذرع الخمس للحرس الثوري إلى جانب القوات الجوية والبرية والبحرية وقوات الباسيج، وينشط في مجالات مختلفة، مخابراتية وعسكرية وتم إضافة قوة سادسة أخيرًا هي “قوة الردع الإلكتروني والاستخباري والثقافي”.

كما يعمل فيلق القدس على “تصدير الثورة” وفق آيديولوجية “الولي الفقيه”، ويرعى مجموعات إرهابية في بعض الدول العربية، كما يقوم بتنفيذ عمليات إرهابية وتجسس على الدول الأخرى.

ويضم فيلق القدس نحو 12000 من نخبة ضباط الحرس الثوري، ويركز نشاطه على الدول العربية والإسلامية، كما تحاط ميزانيته بسرية تامة، ومن الصعب أن نجد صراعا أو معاناة في الشرق الأوسط لا تلمسها مخالب الحرس الثوري الإيراني.

كما حاول الحرس الثوري الإيراني السيطرة على أجزاء كبيرة من الاقتصاد الإيراني وخنق المنافسة، بينما كان يعمل على إضعاف وتقويض جيران إيران وإدامة الفوضى وعدم الاستقرار الذي يزدهر فيه.

وقد قام الحرس الثوري الإيراني بتسليح بشار الأسد وتوجيهه إلى تقطيع شعبه في سوريا، وتغاضى عن استخدام الأسلحة الكيميائية، وسعى الحرس الثوري الإيراني إلى تقويض مكافحة تنظيم “داعش” بتأثير الجماعات المسلحة في العراق المنضوية تحت سيطرته.

وفي اليمن، حاول الحرس الثوري الإيراني استخدام الحوثيين كدمى لإخفاء دور إيران في استخدام الصواريخ المتطورة والقوارب المتفجرة لمهاجمة المدنيين الأبرياء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فضلا عن تقييد حرية الملاحة في البحر الأحمر.

وفي هذا السياق، يدرب الحرس الثوري الخلايا الإرهابية من جنسيات عربية في معسكر “الإمام علي” في شمال طهران، ومعسكر “أمير المؤمنين” في كرج غرب طهران، وفي معسكر “مرصاد” شيراز الذي يعتبر من أهم مراكز تدريب المقاتلين الأجانب.

وبحسب مصادر إيرانية، فإن الحرس الثوري درب في معسكراته ميليشيات عراقية وخلايا إرهابية تابعة له في مجلس التعاون الخليجي ومقاتلين أفغانًا وشيشانًا، وتضم كل وحدة تخضع للتدريب عشرة أفراد فقط، حفاظا على “السرية والأمان”.

بل إن الحرس الثوري الإيراني قد هدد بتنفيذ هجمات إرهابية في لداخل الولايات المتحدة الأميركية،و قام كبار قادة الحرس الثوري بتخطيط محاولة اغتيال سفير المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة عادل جبير في الأراضي الأميركية في عام 2011.

وكشفت الاستخبارات الأميركية عن ضلوع الحرس الثوري الإيراني بعمليات قتل واغتيال في “واشنطن”، فلم يقتصر الأمر على استهداف دبلوماسي سعودي فحسب، بل أيضا قتل مجموعة من المارة الأبرياء الآخرين في مطعم شعبي في واشنطن العاصمة.

وخلص التقرير إلى أن الحرس الثوري الإيراني يمارس مرارا العداء الطائش وتجاهل القوانين والمعايير التي يقوم عليها النظام الدولي،بما يهدد جميع الأمم والاقتصاد العالمي.

بالإضافة إلى أن شركاء الولايات المتحدة الأميركية في المجتمع الدولي يتفقون على أن سلوك الحرس الثوري المتهور يهدد السلم والأمن الدوليين، كما يوافقون أيضا على أنه يثير الطائفية ويديم الصراع الإقليمي.

وذلك لكونه يشترك في ممارسات اقتصادية فاسدة تستغل الشعب الإيراني ،وتقمع المعارضة الداخلية وحقوق الإنسان والازدهار الاقتصادي الإيراني.

ولهذه الأسباب كان هناك اتجاه دولي لتقييد هذه المنظمة الخطرة، لصالح السلم والأمن الدوليين، والاستقرار الإقليمي، وصالح الشعب الإيراني،حيث توعد الرئيس الأميركي ترامب بتوقيع عقوبات قاسية على الحرس الثوري ، بسبب دوره فى زعزعة استقرار المنطقة وخطره على حلفاء واشنطن ،حيث يسخر خزانة إيران لحسابه الخاص فيما يتعلق بتمويل الارهاب ،دون أن يصنف هذه المنظمة الخبيثة في قائمة الارهاب ،مطالبا باتخاذ كل التدابير لتقليم أظافرها.

وفي الوقت الذي صدر فيه بيان عن الحرس الثوري يستنكر فيه نهج الرئيس الأميركي في التعامل مع ملف التسلح الايراني ، ورفض أية عقوبات يمكن أن تفرضها ادارة ترامب على نظام “الملالي”، فإن هناك بعض الخبراء الاستراتيجيين قد كشفوا عن نوايا واشنطن في التمهيد الفعلي ضد الحرب على إيران.