نشرت القوات الأميركية سرباً من مقاتلات “إف 35 أي” في إيطاليا في تحرك يستهدف “ردع الأعداء” وضمان أمن حلفاء الولايات المتحدة، في وقت ازداد الارتباك الإيراني حيال الأزمة المتصاعدة مع الولايات المتحدة وبدت دبلوماسيتها المنخرطة في اتصالات واسعة ترسل في رسائل متناقضة تجاه تصوراتها لمعالجة التصعيد الماثل مع واشنطن.
وفيما توقعت مصادر أميركية متطابقة وصول القوات الأميركية الإضافية إلى المنطقة خلال الساعات المقبلة، ذكر بيان صادر عن قاعدة هيل الجوية الأميركية أنه تم نشر المقاتلات في قاعدة أفيانو العسكرية الأميركية في إيطاليا، وأضاف البيان أن الطائرات ستشارك مع طائرات دول أوروبية في تدريبات خلال عملية الانتشار المتوقع أن تستمر عدة أسابيع.
وتابع أن الانتشار يأتي ضمن عملية تتحرك فيها قوات أميركية في دول أوروبية بالتنسيق معها لردع الأعداء وطمأنة الحلفاء بالتزام الولايات المتحدة بالأمن الإقليمي.
وهذه المرة الثانية التي يجري فيها مثل هذه الانتشار، حيث سبق للجيش الأميركي أن نشر قبل عامين سرب مقاتلات في بريطانيا. ورغم أن نشر سرب طائرات «إف 35 أي» في إيطاليا مقرر – فيما يبدو- منذ وقت، فإنه يأتي في خضم توتر وتبادل للتهديدات بين إيران والولايات المتحدة.
وكان الجيش الأميركي أرسل أخيراً تعزيزات عسكرية إلى الخليج تشمل حاملة الطائرات “أبراهام لنكولن” وأربع قاذفات من طراز “بي 52″، كما قررت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس تعزيز القوات الأميركية في الشرق الأوسط بنحو 1500 عسكري، وتقول واشنطن إن هذه التعزيزات تستهدف ردع إيران.. توقعت مصادر وصولهم إلى المنطقة خلال الساعات المقبلة، ويذكر أن الولايات المتحدة تنشر حالياً بين 60و80 ألف جندي في المنطقة التي تقع في نطاق مسؤولية القيادة المركزية بينهم 14 ألفا في أفغانستان و5200 في العراق وأقل من ألفين في سوريا، بحسب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
ويأتي الإعلان في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات المتوترة أصلا بين واشنطن وطهران، تصعيدا منذ مطلع الشهر الجاري بعد أن علقت إيران بعض التزاماتها بموجب اتفاق حول برنامجها النووي أبرم في 2015 بعد عام على انسحاب واشنطن منه، في حين شددت إدارة ترامب عقوباتها على الاقتصاد الإيراني.
وسياسياً، حذر المسؤولون العراقيون من “مخاطر الحرب”، خلال استقبال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في العاصمة العراقية بغداد، التي تخشى من أن يصبح العراق مسرحا لأي تطور في التوتر بين واشنطن وطهران.. في وقت أرسلت الأخيرة رسائل متناقضة حيال الأزمة الماثلة، وفيما جدد ظريف رفضه لأي اتصال بينه ونظيره الأميركي مايك بومبيو، غير أنه عاد وقال إن بلاده لا ترغب في أيِّ تصعيد عسكري وإنها على استعداد لتلقي أي مبادرة تساعد على خفض التصعيد وتكوين علاقات بنَّاءة مع جميع دول الجوار.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء العمانية بأن مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية عباس عراقجي وصل إلى السلطنة . وذكرت الوكالة أن يوسف بن علوي، الوزير العماني المسؤول عن الشؤون الخارجية، استقبل عراقجي بديوان عام وزارة الخارجية. وأضافت أنه تم خلال اللقاء “بحث أوجه التعاون الثنائي بين البلدين وتبادل وجهات النظر في القضايا الإقليمية والتطورات التي تشهدها المنطقة”.
اضف تعليق