بينما استمرت وتيرة العمليات العسكرية والأمنية التي تشنها قوات الأسد ضد المعارضة السورية في مناطق عدة داخل سوريا، في التصاعد حاصدة مزيدا من الضحايا، بلغت تداعيات هذا الصراع مجددا الأراضي اللبنانية المجاورة، أمس، حيث قتل مواطنان، لبناني وآخر سوري، نتيجة قصف وتبادل لإطلاق النار على الحدود اللبنانية الشمالية، شارك فيه ولأول مرة الجيش اللبناني، الأمر الذي دانته كل من باريس وواشنطن.
وأعلن الجيش اللبناني تعزيز الإجراءات الأمنية على طول الحدود مع سوريا، بعد تبادل لإطلاق نار وسقوط قذائف على الأراضي اللبنانية. وأوضح الجيش في بيان أنه اعتبارا من منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، وعلى فترات متقطعة، حصل تبادل لإطلاق نار على الحدود اللبنانية- السورية الشمالية في منطقة وادي خالد، بين قوات سورية وعناصر مسلحة، تخلله سقوط عدد من القذائف داخل الأراضي اللبنانية، ووقوع إصابات في صفوف المواطنين.
وأضاف أنه على الأثر، قامت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة بتسيير دوريات مكثفة، وإقامة حواجز متحركة، حيث تعرضت لإطلاق نار، فردت على مصادر النار- التي لم تسمها ولم تحددها- بالأسلحة المناسبة. وتستمر هذه الوحدات بتعزيز إجراءاتها الأمنية لرصد مصادر إطلاق النار ومعالجتها بصورة فورية.
وهي المرة الأولى التي يشير فيها لبنان الى اطلاق نيران على الأراضي السورية من أراضيه.
ويأتي هذا الحادث- وهو الثالث من نوعه- بعد يومين على مقتل شخصين واصابة عشرة آخرين بجروح في تبادل اطلاق نار على جانبي الحدود، وانفجار في منطقة وادي خالد، تزامن مع اعلان الإعلام السوري عن "محاولة تسلل" انطلاقا من لبنان قتل فيها عشرات "الإرهابيين".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو "فرنسا تدين اطلاق قذائف سورية على الاراضي اللبنانية، واعمال العنف المتكررة التي حصلت في الايام الاخيرة على الحدود السورية اللبنانية".
وتابع ان "فرنسا تدعو سوريا الى احترام السيادة اللبنانية وسلامة اراضي لبنان، انسجاما مع قرارات الامم المتحدة"، مبديا دعم بلاده لـ"قرار مجلس الوزراء اللبناني تعزيز انتشار القوات المسلحة اللبنانية على الحدود لضمان امن الاراضي اللبنانية وسكانها".
وكانت السفيرة الأميركية في بيروت لورا كونيلي عبرت أيضا عن قلق بلادها من التصعيد الأخير على الحدود اللبنانية السورية.
ولم تكن الحدود السورية مع تركيا أهدأ من ذلك، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي في قرية خربة الجوز المحاذية للحدود التركية.
ميدانيا، شهدت العاصمة دمشق مجددا اشتباكات تلتها حملة مداهمات أسفرت عن اعتقال العشرات لاسيما في حي القابون وفي بساتين حي القدم، في وقت حصدت أعمال القصف والاشتباكات في مناطق سورية مختلفة- خصوصا حمص وحلب ودير الزور- أكثر من 40 قتيلا، معظمهم من المدنيين. واشار المرصد السوري لحقوق الإنسان الى تجدد القصف على احياء جورة الشياح والقرابيص والخالدية في حمص من "القوات النظامية التي تحاصر هذه الاحياء الثائرة، في محاولة للسيطرة عليها".
كما أعلن المرصد أن 17 ألفا و129 شخصا قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد في منتصف مارس 2011. وأكد المرصد أن 11 ألفا و897 قتيلا على الأقل هم من المدنيين
في الأثناء، تواصل القوات السورية مناوراتها العسكرية التي استخدمت فيها صواريخ حقيقية، وفق وكالة سانا التي نقلت عن وزير الدفاع السوري داود عبد الله راجحة قوله ان بلاده لن تسمح "للارهاب في الداخل وللاعداء في الخارج" بالنيل من صمودها.
اضف تعليق