في اشتباك ينذر بانفجار الاحتقان الطائفي – المذهبي في لبنان, قتل ثلاثة اشخاص وأصيب ستة آخرون, أمس, في إطلاق نار بين مناصرين للشيخ السلفي أحمد الأسير وبين آخرين مؤيدين لـ"حزب الله" في مدينة صيدا جنوب لبنان.
وأوضحت مصادر أمنية ومحلية أن الاشتباك وقع بين مؤيدي الأسير من جهة وبين مؤيدي "حزب الله" و"التنظيم الشعبي الناصري" برئاسة أسامة سعد من جهة ثانية, في منطقة تعمير عين الحلوة بمدينة صيدا, قرب مخيم عين الحلوة, أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وبحسب المصادر, فإن أحد القتلى هو لبنان العزي مرافق الأسير إضافة إلى آخر سلفي, فيما عرف من الجرحى مسؤول "حزب الله" في صيدا الشيخ زيد ضاهر الذي أصيب في بطنه واثنين من أنصار الأسير هما عدنان البابا ومحمد مشعل.
ورغم انتشار الجيش والقوى الأمنية لضبط الوضع, سادت حالة من التوتر الشديد بعض أحياء صيدا وسط ظهور مسلح علني في بعض الشوارع.
وفي تفاصيل خلفية الإشكال, فإن الأسير, المعروف بمواقفه المناهضة بشدة لـ"حزب الله" والنظام السوري وحلفائهما والمؤيدة للثورة السورية, كان قد وضع الجمعة الماضي مهلة زمنية مدتها 48 ساعة لإزالة كل الصور واللافتات في صيدا "التي ترفع شعارات مؤيدة لحزب الله وحلفائه الداعمين للمشروع السوري الايراني" بحسب تعبيره.
وبحسب مصادر متقاطعة, عمد الحزب صباح أمس إلى رفع هذه الصور والشعارات من داخل المدينة بمواكبة من الجيش اللبناني, إلا أن مناصري الاسير دخلوا منطقة تعمير عين الحلوة التابعة لصيدا والمجاورة لمخيم عين الحلوة, ومزقوا صورة للأمين العام للحزب حسن نصر الله, ما أدى الى تضارب بالعصي تطور الى إطلاق نار.
وقبيل ذلك, حصل إشكال على حاجز لقوى الأمن الداخلي على الكورنيش البحري لمدينة صيدا بين دورية لقوى الامن الداخلي ونجل الأسير.
وفي التفاصيل التي ذكرتها "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية, أوقف عناصر الحاجز سيارة من نوع "كيا بيكانتو" سوداء اللون زجاجها داكن اللون, فتبين أن السائق هو عمر الأسير نجل الشيخ أحمد الأسير, ولا يحمل أوراق ثبوتية للسيارة أو رخصة زجاج داكن.
وعلى الفور, عمد نجل الأسير إلى الاستعانة بعناصر مسلحة حيث حضر إلى المكان خمس سيارات في داخلها 13 مسلحاً وعمدوا إلى إطلاق سراحه بالقوة, وغادروا المكان مصطحبين نجل الأسير بسيارته, وتوجه الموكب نحو مسجد بلال بن رباح, معقل الأسير.
وفي حين أجرت القوى الفلسطينية اتصالات مع المتنازعين لتطويق ذيول الإشكال, طلب رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي, من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل, دعوة مجلس الأمن الفرعي في الجنوب الى اجتماع طارئ لمعالجة الإشكال.
كما طلب ميقاتي من قيادة الجيش ومختلف الأجهزة الأمنية إتخاذ الاجراءات السريعة لضبط الوضع وتوقيف المتسببين بالحادث.
ودعا "الجميع الى الهدوء والتروي وضبط النفس وعدم السماح لأي كان بافتعال أحداث امنية في هذا الظرف الدقيق والحساس", مؤكداً أن "السلطات المختصة لن تتهاون في ضبط الوضع الأمني ومنع العبث بأمن المواطنين".
وأثار الحادث مخاوف من وقوع اشتباكات وتمدد التوتر "المذهبي" إلى مناطق أخرى, سيما وأن الإشكال يحمل صبغة مذهبية كونه وقع بين شيعة مؤيدين ل¯"حزب الله" وسلفيين سنة مؤيدين للأسير.
اضف تعليق