الرئيسية » رئيسى » فى الذكرى الـ20 لوفاته .. “الوطن العربى” تكمل مسيرة مؤسسها وليد أبوظهر
الرأي تقارير ودراسات رئيسى

فى الذكرى الـ20 لوفاته .. “الوطن العربى” تكمل مسيرة مؤسسها وليد أبوظهر

20 عاماً مضت على رحيل والدى الأعلامى البارز وليد أبوظهر , وما زال أعداء العالم العربي والسلام موجودين كما لاتزال “الوطن العربى ” حاضرة على الساحة الاعلامية. فعلى مدار مسيرة مهنية استمرت لنحو 40 عاماً قاتل رحمه الله من أجل معتقداته وما يؤمن به, وناضل لعقود من أجل استقلال لبنان والذى ظل معركة حياته , دافع عما يعتنقه من مبادىء في وقت كان الكثيرون يخشون حتى مجرد الاقتراب من المنطقة الشائكة .

وعندما أتذكر حياته المليئة بالأحداث والتى شهدت أكثر من 8 محاولات اغتيال بسبب خوف الكثيرين من قلمه الصادق والنابض بالحق ,أدرك أنه كان يملك احساساً عالياً بما يريده القارئ ولا يتردد بالنشر غير مبال بالعواقب والنتائج.

فقد رفض بشدة عبر صفحات جريدة ” المحرر” ,التي كان رئيساً لتحريرها , دخول القوات السورية إلى بيروت مما أفضى إلى تعرض مكاتبها لهجوم عسكرى منظم بالدبابات حيث حاصر نحو 100 جندى من الجيش الغازى مقر الجريدة.

وعلى الرغم من نزوحه من لبنان مع عائلته إثر مطاردة استمرت لعدة أيام من قبل البلطجية والمرتزقة السوريين ,فى قارب ,ضل طريقه في البحر لمدة ثلاثين ساعة من صيدا إلى قبرص. فقد شرع من منفاه الاضطراري في باريس فى استكمال مسيرته النضالية من أجل إعلام أكثر قوة حيث اصدر منها مجلة «الوطن العربي» التي حققت نجاحاً بارزاً وصل بها الى بيع نحو 380 الف نسخة اسبوعياً.

ومع ذلك تعرضت مكاتب «الوطن العربي» في شارع ماربوف اإلى اعتداء عبر قنبلة قوامها نحو 20 كيلو جرام كانت مخبأة بحقيبة سيارة أوبل .وأسفر الاعتداء عن مقتل سيدة بريئة تدعى ” نيلي غيليرمي” وإصابة نحو 68 شخصاً, لقد حاولوا استهدافه مجدداً من خلال شن هجوم اهتزت له مكاتب مجلة الوطن العربي عام 1982 لكنه لم ينل من روحه أو تصميمه الذى كان راسخاً لا يتزعزع.

لقد كان رحمه الله يتقن اسرار المهنة ويعرف كيف يخترق خفايا الاحداث. وكان القارئ هدفه، ولهذا كانت مشاريعه الصحفية ناجحة منذ ولادتها الاولى.إذ يبدو أن محاولات الاغتيال زادت من شغف أبو ظهر بالصحافة. وأفضت إلى التزامه بالتوسع من مجلة واحدة هى الوطن العربى إلى مجموعة كاملة من المطبوعات أصدرها بالتعاون مع أولاده الأربعة. فقد عانى كثيراً من أجل كرامة لبنان وقضايا الأمة العربية . لذا لا يمكن نسيان أو تجاهل تأثيره ودوره فى صياغة مرحلة فاصلة في تاريخ الصحافة العربية

واليوم وعلى الرغم من تغير المشهد الإعلامى عدة مرات خلال السنوات الماضية والتى شهدت انسحاب مؤسسات صحفية واعلامية , لاتزال “الوطن العربى” شامخة تكمل مسيرة مؤسسها قارىء التقلبات السياسية وتلنزم نهجه من خلال استقلاليتها و حريتها في التعبير .