الرئيسية » تقارير ودراسات » إمعاناً فى الاصطفاف ..” الوطن العربى” يعتمد صيغة ” لبنان المحتلة ” فى جميع أخباره وتقاريره
الرأي تقارير ودراسات رئيسى

إمعاناً فى الاصطفاف ..” الوطن العربى” يعتمد صيغة ” لبنان المحتلة ” فى جميع أخباره وتقاريره

علم لبنان
علم لبنان

الوطن العربى – خالد أبوظهر : في الوقت الذي من المفترض أن يعود فيه اللبنانيون إلى حياتهم التى لم تكن طبيعية في فترة ما قبل الانتخابات،فإن النتائج شبه النهائية توشى بأن الأوضاع خلال الأيام المقبلة ستكون رمادية ,وأن ثمة خريطة جديدة للتحالفات ستكتمل ملامحها مع البرلمان الجديد من شأنها تغيير المشهد السياسي اللبناني برمته .

وتصريحات نصر الله التي أعقبت نتائج الاستحقاق وأكد خلالها أن هوية بيروت ستبقى عربية ليست مضمونة على الإطلاق ,فالحزب نفسه يحمل مشروعاً فارسيا ويعمل وفق مخططات ملالى طهران للسيطرة على المنطقة ,فضلاً عن أن بوصلة تحركاته فى يد الحرس الثوري وعلى رأسهم قاسم سليماني , وليست نتائج الانتخابات سوى دليل دامغ على أن لديه مخطط للسيطرة على لبنان ,وتغيير بنيتها الدستورية .

تراجع تمثيل تيار المستقبل مقابل صعود حزب الله قد يشكل علامة فارقة بالساحة النيابية , , إذ تكمن معضلة نتائج المعركة الانتخابية الأخيرة فىأن تداعياتها ستمتد حتى تأليف الحكومة المقبلة واختيار رئيسها والذىسيصبح ,بلا شك, أسيراً لرضا الثنائي الشيعي “حزب الله وحركة أمل “.”. فالحزب الذى يبدو متساهلاُ حتى الآن فى تكليف الحريرىبالحكومة يسعى لوضع قواعد جديدة بالمرحلة الأولى تتضمن تقديم تيار المستقبل المزيد من التنازلات مقابل البقاء فى السلطة
استعراض القوى من جانب الحزب وسياسة التخويف والتي تجلت بوضوح عقب الانتخابات فى استفزاز السنة وترديد الهتافات المذهبية مثل ” بيروت صارت شيعية ” , تأخذنا إلى سناريو شديد الخطورة فيما بعد , يمكن من خلاله استشراف مراحل سقوط اتفاق الطائف أو بدء نهايته على أقل ترجيح ,فالحزب قد يعمد إلى إحداث تغييرات دستورية مؤلمة لاسيما وأن لا شيء قد يمنعه من العزف مجدداً على لحن المثالثة أو النظام التأسيسى .

وتتأرجح سيناريوهات تلك التعديلات الوشيكة في احتمالين الأول أن يتجاوز حزب الله الميثاق الوطني والذي ينص على أن يتولى رئاسة الوزراء شخصية سنية و يعمد إلى وضع قواعد تفاوضية جديدة تمكنه من الدفع بشخصية شيعية لتولى المنصب فى ظل توقعات بأن يشهد البرلمان ظهور توازنات أو تحالفات جديدة. في حين يراهن الطرح الثاني على إمكانية حدوث نوع من التفاهمات تتضمن تعديل الدستور بشكل يسمح بتناوب منصب رئيس الوزراء بين الطائفة الشيعية والسنية وانتزاع بيانات وزارية تشرِّع سلاحه .

وبالرغم من تأكيدات حزب الله المستمرة على احترام الدستور واتفاق الطائف لكنه فى واقع الأمر يبدو مستعداً لفعل أي شيء في سبيل تحقيق أهدافه فهو يستميت من أجل السيطرة على قرار بيروت وإلحاقها بالمشروع الإيرانى وبسط نفوذه على ربوع لبنان .والتاريخ خير شاهد على أن أعمال الحزب ومواقفه تتناقض فعليا مع هذا الحرص المعلن.فبالأمس القريب وفى السابع من أيار/ مايو عام 2008، تحرّك “حزبالله” عسكرياً ضد خصومه، لاسيما “تيار المستقبل”، في بيروت وعدد منالمناطق اللبنانية، في واحدة من أخطر الأحداث الميدانية عنفاً منذ انتهاءالحرب الأهلية في لبنان عام 1990.

أوزار اختطاف لبنان وإغراقها فى وحول الصراع الإقليمي تتحمله كافة الأطياف السياسية لذلك فإن السبيل الوحيد للتصدي للهيمنة الإيرانية المتمثلة على لبنان تكمن في الصمود والتمسك بالثوابت الوطنية، وعدم تقديم تنازلات لحزب الله على حساب الدولة والقانون والمؤسسات
غياب المرجعية العربية ترك الساحة شبه مفتوحة أمام طهران وأتباعها لذلك تبدو الحاجة ملحة لوجود حليف سني إقليمي أو قوة موازنة لكبح حزب الله و وضع حد لتجاوزات إيران , تحفظ وحدة السنّة وتحول دون تحول بعضهم إلى “الشيعية السياسيّة”وبذات الوقت تقود مسيرة الكفاح لطرد المستعمر الإيرانى .

شئنا أم أبينا ,القضية أكبر من كونها شأن لبناني بحت بل مخطط إيراني يجرى تنفيذه تحت مرأى ومسمع الدول العربية لاحتلال لبنان وتحويله إلى محافظة إيرانية . ونتائج الاستحقاق الأخير بسقوطه بين براثن الملالى.

وقد سبق وحذرنا مراراً على مدار سنوات طويلة على صفحات مجلة الوطن العربى من خطورة نصر الله وحلفائه على مستقبل البلاد واتهمتنا مختلف القوى والتيارات السياسية حينها بأننا نتبنى مشروعاً انقسامياً يكرس الطائفية لكن هاهي الأيام تثبت صحة ما زعمنا . لذلك قد لا نستغرب كثيراً إذا ما استفقنا فى القريب على تحضير حزب الله لمؤتمر سياسي فى بيروت يجمع أذرع الحرس الثورى ومليشياته المسلحة مثل حزب الله السورى والحشد الشعبى العراقىبهدف بحث مخططاتهم فى المنطقة .
وانطلاقاً من الوضع الراهن قررنا فى موقع الوطن العربى , اعتباراً من اليوم أن لا نذكر اسم لبنان دون أن يكون متبوعاُ بلفظ المحتلة , لبنان المحتلة تلك هى الصيغة الجديدة التى ارتضيناها وسنكتب بها جميع الأخبار والتقارير حول الأراضى اللبنانية من بيروت حتى شبعا .