حقق الجيش السوري الحر، أمس، انتصاراً نوعياً، بتعزيز سيطرته على خطوط الإمداد إلى حلب، والتي تمر من محافظة إدلب، حيث تمكن من السيطرة على حاجز كبير بالقرب من مدينة سراقب،
وحاصر القوات الموالية للنظام في قاعدة وادي الضيف في معرة النعمان بريف إدلب – أكبر قاعدة عسكرية في المنطقة – فيما شن الثوار في حلب هجمات على معسكرات أخرى، واستولوا على قاعدة للدفاع الجوي ضمت عدداً من الصواريخ الضخمة،
كما استعادوا الأجزاء التي سيطر عليها النظام في حي الخالدية بحمص. وبلغت حصيلة قتلى جنود النظام 106 خلال 24 ساعة، فيما خرجت مئات التظاهرات في مختلف أنحاء سوريا في جمعة أطلق عليها الناشطون اسم “أحرار الساحل”، ولم يتوان النظام عن قصف تظاهرة في حلب، ما أوقع عشرة قتلى من بين نحو 93 سقطوا أمس برصاص القوات الموالية للنظام.
وسيطر الجيش الحر على موقع مهم للقوات النظامية جنوب مدينة حلب، التي تشهد منذ ثلاثة أشهر معركة عنيفة بين النظام ومعارضيه، على ما أفاد، الخميس، المرصد السوري لحقوق الإنسان.
السيطرة على حاجز
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ “فرانس برس”: “تمكن مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة، من السيطرة على حاجز معمل الزيت، والذي يعتبر نقطة تمركز للقوات النظامية غرب مدينة سراقب” التي تسيطر عليها المعارضة، والواقعة جنوب حلب.
وأشار إلى أن مقاتلي الجيش الحر استولوا “على كميات من الذخيرة، ودبابة تابعة للقوات النظامية بعد اشتباكات عنيفة استمرت لساعات، سقط على إثرها عدد كبير من القتلى في صفوف القوات النظامية، وتسعة شهداء من الكتائب المقاتلة”.
وهذا الموقع موجود على طريق دمشق – حلب التي سيطر مقاتلو الجيش الحر على جزء كبير منها، وقطعوا طريق التموين للجيش في اتجاه حلب.
حصار أكبر قاعدة
كما تدور اشتباكات عنيفة “بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف، الذي يحاصره المعارضون منذ ثلاثة أيام”، بحسب المرصد.
وتم اعتراض اتصال لاسلكي سمع فيه قائد المعسكر وهو يوجه نداء استغاثة ويقول، بحسب المرصد الذي حصل على تسجيل للاتصال: “إن لم تقم الطائرات بتنظيف محيط المعسكر، سوف أسلم بنهاية النهار”.
وأفاد المرصد عن قصف عنيف بالطيران الحربي لمحيط المعسكر. ويعد وادي الضيف، الذي يبعد خمسة كيلومترات عن معرة النعمان، أكبر قاعدة عسكرية في المنطقة.
هجمات حلب
كما شن مقاتلون من الجيش الحر هجوماً على كتيبة للدفاع الجوي في قرية الطعانة على طريق حلب الرقة (إلى الشرق من حلب). وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس”، أن المقاتلين سيطروا على الكتيبة. وبث ناشطون مقطع فيديو أظهر صاروخاً ضخماً في القاعدة التي استولى عليها الثوار.
وفي حلب، أفاد المرصد عن تعرض أحياء الحيدرية (في شمال شرق المدينة) والسكري والفردوس (جنوب)، لقصف من القوات النظامية، بعد اشتباكات ليلية على أطراف أحياء الصاخور وسليمان الحلبي والشيخ خضر (شرق)، بحسب المرصد.
وفي حمص، استعاد الجيش الحر كامل الأبنية التي سيطرت عليها قوات النظام في حي الخالدية، معلناً في شريط فيديو بثوه على الإنترنت عن تحرير كامل الحي من قوات الأسد.
خسائر النظام
وقتل 14 عنصراً من القوات النظامية في هجوم للجيش الحر ضد حاجز في محافظة درعا، ليرتفع عدد قتلى قوات النظام خلال 24 ساعة إلى 106 قتلى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد في بيان: “ارتفع إلى 14 عدد عناصر القوات النظامية الذي قتلوا إثر استهداف حاجزهم في قرية خربا، قرب بلدة معربة، من قبل مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة”،
مشيراً إلى مقتل ستة من المقاتلين. وأبلغت مصادر طبية وكالة “فرانس برس” أن ما يقارب عشرة آلاف عنصر من القوات النظامية قتلوا، وجرح عدد مماثل منذ بدء الثورة في البلاد، مع ارتفاع المعدل اليومي لقتلى القوات النظامية إلى 20.
جمعة أحرار الساحل
وفي سياق الحراك السلمي، خرجت مئات التظاهرات، في جمعة أطلق عليها الناشطون “أحرار الساحل”، تحية لنشطاء مدن الساحل السوري. وشهدت مدينة حلب تظاهرات حاشدة، كان أبرزها في حي بستان القصر، والتي تعرضت فيها المظاهرة لقصف أدى إلى سقوط عشرة قتلى وجرح العشرات.
كما خرجت تظاهرات مماثلة في القامشلي، ذات الغالبية الكردية، وحماة ودرعا وحمص ودمشق وريفها، وطالبت جميعها بإسقاط النظام.
إحصائية
قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن: “بلغ مجموع القتلى منذ إعلان البدء بتطبيق خطة كوفي أنان 21,791 قتيلاً”،15 ألفاً و602 مدنيين، و5624 من القوات النظامية، و565 منشقاً. ويحتسب المرصد في عداد القتلى المدنيين، قتلى الجيش الحر من غير المنشقين.
وأشار عبد الرحمن إلى أن الرقم “لا يشمل مئات الجثث من مجهولي الهوية، الذين لم نتمكن من توثيقهم”، إضافة إلى “الشبيحة”، وهم أفراد ميليشيات مؤدية للنظام.
اضف تعليق