الرئيسية » رئيسى » “العالم يتغير” ..رسائل قمة الملك عبدالله الثانى وبايدن
تقارير ودراسات رئيسى

“العالم يتغير” ..رسائل قمة الملك عبدالله الثانى وبايدن

تحمل قمة ملك الأردن عبدالله الثاني والرئيس الأمريكي جو بايدن، والتى عقدت يوم الاثنين، في البيت الأبيض بواشنطن، دلالات هامة من حيث التوقيت لاسيما مع غمرة التحديات الصعبة التى تمر بها المنطقة .
الملك عبدالله هو أول زعيم عربي يزور البيت الأبيض منذ تنصيب بايدن فى يناير الماضى مما يؤشر إلى مكانة الأردن كحليف رئيسى للولايات المتحدة فى منطقة يشوبها الكثير من عدم الاستقرار , فضلاً عن كون الزيارة تعد بمثابة إعلان رسمي عن عودة العلاقة بين البليدن إلى سابق عهدها على إثر حالة التوتر غير المعلن التى اتسمت بها خلال فترة ترامب جراء الحديث عن حلّ عادل وشامل للقضية الفلسطينية بمعزل عن الأردن
وقد أحدث موقف إدارة ترامب تصدعا في هذا التحالف، إذ يدعم الأردن دائما حل الدولتين. ويبدو أن قرار ترامب في حينه تعارض مع طرح “الدولتين” ووصاية المملكة على المقدسات الإسلامية في القدس خاصة المسجد الأقصى.بيد أن فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية حمل الكثير من التغييرات خاصة ما يتعلق بالعلاقة بينه وبين العاهل الأردني، إذ التقيا عدة مرات في السابق، وزار بايدن الأردن في الماضي سواء عندما كان عضوا في الكونغرس الأمريكي أو عندما كان نائبا للرئيس الأسبق باراك أوباما.
وتعود علاقة الصداقة بين واشنطن والأردن إلى الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، بيد أنه في خمسينيات القرن الماضي، أصبحت المملكة الأردنية تمثل أهمية حقيقة للولايات المتحدة إذ رأت فيها البلد الآمن والمعتدل الذي يمكن أن يقف في مواجهة الشيوعية والقومية العربية في المنطقة آنذاك.وعلى مدار العقود الماضية لعب الأردن دور الوساطة في مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ورغم أن عمان كانت ثاني دولة عربية تبرم اتفاقية سلام مع إسرائيل عام 1994، إلا أنها في الوقت نفسه كانت تمارس الكثير من الضغوط لصالح القضية الفلسطينية. ويشار إلى أن الكثير من سكان الأردن من أصول فلسطينية.
“بايدن” الذي استقبل الملك عبدالله الثاني بحفاوة استعان بقصيدة أيرلندية تقول: “كل شيء تغير، تغير تماما. لقد ولد جمال رهيب.. الكثير قد تغير وهناك الكثير من الفرص، ولكن أيضا هناك الكثير من الصعوبة التي سنضطر إلى شق طريقنا عبرها”. وصف الملك عبد الله بأنه “صديق جيد، وفي، مهذب”. وقال مخاطبا ضيفه أمام الصحفيين في جلسة لالتقاط الصور “وقفت بجانبنا دائما، وسنقف دائما بجانب الأردن”. وأضاف أنه يريد أن يطلع على تطورات الشرق الأوسط من الملك.
وقال الملك عبد الله لبايدن إن المنطقة تواجه الكثير من التحديات. ومضى يقول “بإمكانكم دائما الاعتماد علي، وعلى بلادي، وعلى كثير من حلفائنا في المنطقة”. والثلاثاء، غرد الملك عبدالله الثاني تعليقا على اللقاء: “أسعدني اللقاء مرة أخرى بصديقي العزيز الرئيس بايدن، حيث أجرينا مباحثات مثمرة حول تعزيز شراكتنا التاريخية”.

وأضاف: “أشكر السيد الرئيس على صداقته ودعمه للأردن وأتطلع للبناء على جهودنا المشتركة نحو السلام والاستقرار والازدهار”.

ويرى غريغوري أفتانديليان، الباحث بالمركز العربي في واشنطن والخبير في السياسة الأمريكية، أن الملك عبد الله يرغب في تعزيز دور الأردن على الساحة الإقليمية. وجاء في مقال له أن الملك الأردني “يأمل في أن تسفر صداقته الطويلة مع بايدن عن تحقيق مكاسب لتعزيز الدعم الأمريكي لحقوق الفلسطينيين”.
النتائج الملموسة للقمة بين بايدن والملك عبد الله لن تكون واضحة على الفور، إلا أن دلالة الزيارة ستكون مهمة خاصة ما سترسله من رسائل. لاسيما وأن الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة ترى أن المملكة ذات أهمية قصوى فى استقرار المنطقة وحل الصراع الفلسطينى الإسرائيلىفى المقابل هناك حقيقة مفادها أن بايدن ينتهج أسلوبا قائما على “التوازن فيما يتعلق بالشرق الأوسط. ما يعني أن الأردن سيواصل دوره مجددا في المنطقة

المصدر: وكالات