الرئيسية » تقارير ودراسات » رجل المرحلة ..هل يتولى خالد مشعل رئاسة السلطة الفلسطينية؟
تقارير ودراسات رئيسى

رجل المرحلة ..هل يتولى خالد مشعل رئاسة السلطة الفلسطينية؟

وسط النار المشتعلة في غزة يبدو تساؤلا آخر أكثر اشتعالاً بشأن خالد مشعل وهل يخلف أبو مازن فى منصبه ويتولى مهمة توحيد الداخل الفلسطينى المنقسم منذ سنوات ؟ التساؤال الشائك ربما تفرضه مقتضيات اللحظة الراهنة بكل ما تحمله من مؤشرات على أن التاريخ سيطوى صفحة ” فتح ”
طرح اسم خالد مشعل كشخصية توافقية يرتبط إلى حد كبير بسيناريو ما بعد انتهاء الحرب بغض النظر عن نتائجها , وعلى الرغم من تعدد الطروحات حول مستقبل القطاع غير أن الشىء الوحيد المؤكد هو أنه لا يمكن ولا ينبغي أن يكون هناك فراغ في السلطة من شأنه أن يحمل تداعيات أكثر خطورة على إ سرائيل ودول المنطقة .

لقد برهنت الحرب على أهمية التغيير في الساحة الفلسطينية، و التغيير الممكن لن يكون إلا من خلال إنجاز الوحدة الوطنية على أساس برنامج القواسم المشتركة بوصفها مدخلًا للاحتكام إلى الشعب من خلال الانتخابات.وفى ظل معطيات الواقع السياسى التى إلى أن السلطة الفلسطينية وحركة فتح، حزب محمود عباس، لاتحظى بشعبية كبيرة في الضفة الغربية بسبب ضعف الآداء الحكومى فضلاً عن كونها متهمة بالافتقار إلى الشرعية الديمقراطية. وأجريت آخر انتخابات رئاسية في عام 2005، ومنذ ذلك الحين يحكم عباس باعتباره الزعيم الفلسطيني “الأبدي”.كما ان معركة خلافة عباس قد تؤدي لانهيار فتح ومع الوضع الراهن من المرجح أن تفقد فتح المزيد من شعبيتها

يضاف إلى ذلك أن الموقف الجديد لحركة حماس سيؤثر بدوره على موقف السلطة الفلسطينية من زاوية كونها الطرف المسئول عن تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني، والدفاع عن القضية الفلسطينية، وهو ما يشكل نقطة ضعف جديدة بحركة فتح . فى المقابل أحدثت أصداء إيجابية في الشارع الفلسطيني، وعززت الحاضنة الشعبية لمسار حماس ، ومن شأن ذلك أن يعزز من شعبية شخصية بعيدة عن السلطة في الشارع الفلسطيني بشكل عام.علاوة على أنه إذا دخلت السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة بعد انتصار إسرائيل على حماس، فقد ينظر إليها البعض على أنها منتفع من الحرب واستولت على السلطة على حساب أرواح الضحايا وهو ما قد يفضى إلى مقاومة مسلحة جديدة .

وإذا ما وضعنا فى الاعتبار أنه من غير الممكن القضاء على حركة حماس بشكل كامل بغض النظر عن نتائج الحرب، ربماتصبح ضعيفة عسكريًا ، ولكنها ستكون قوية شعبيًا وسياسيًا، فإن هذا من شأنه أن يمهد الطريق أمام شخص خالد مشعل .

الوضع يتطلب مبادرة من أجل توحيد الفلسطينيين،على أساس مشروع سياسي واضح يلتف حوله الشعب الفلسطيني هنا لابد من وجود شخصية قادرة على تحقيق الالتحام بين الضفة الغربية وغزة وفى الوقت ذاته تربطها علاقة جيدة مع فتح وهو ما ينطبق على مشعل .

إذ يوصف خالد مشعل بأنه مرن إلى حدّ كبير، وأنه محاور بارع لا يغلق باب الحوار مع المخالفين، إذ يصفونه بـ”الصلب المرن”. كما يمتاز ببراعة كبيرة في صياغة المواقف “الصارمة والمتشددة” إذ يعبّر عنها ولكن بعبارات محسوبة ودقيقة كما أنها معتدلة ومنطقية.

ولعل أهم ما يرجح كفة مشعل هو انحيازه لفك الارتباط بين حماس والمحور الإيرانى إذ يتمثل الخلاف بين جناحي فى أن أحدهما بقيادة إسماعيل هنية يرى أن مستقبل الحركة هو أنها وكيل عسكري للنظام الشيعي في إيران، بينما يسعى الآخر بقيادة خالد مشعل لاستعادة رعاية الأنظمة العربية السنية الأكثر اعتدالا مثل السعودية والإمارات ومصر.

فبينما ينتهج منافس مشعل وخليفته في منصب رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، سياسة التقارب مع الإيرانيين، الذين يرفضون حتى لقاء مشعل.على النقيض من ذلك، يرى مشعل أن حماس بحاجة إلى التركيز على الدبلوماسية بدلاً من العنف، إذا كانت تريد في النهاية السيطرة على الحركة الوطنية الفلسطينية”. ً

إن خلاف مشعل العلني مع قادة متشددين في حماس وابداءه مرونة سياسية في عدد من القضايا كالمصالحة قدمه للعالم كزعيم عقلاني ووسطي يمكن التعامل معه.مما يعزز فرصه لخلافة أبو مازن على الصعيد الإقليمى والدولى أيضا
لما يحمله من خبرة اوسع وفهم للتوازنات السياسية العربية بشكل اكبر.
وحماس في ظل قيادة مشعل دخلت الانتخابات التشريعية السابقة2006 وفتحت علاقات دولية وحصلت حماس علي اعتراف كمنظمة فلسطينية. وحسب تكوين تأسيس حماس فان منصب رئيس المكتب السياسي أعلي هيئة قيادية سياسية في الحركة, فيما يمثل ثاني سلطة تنظيمية في الحركة بعد مجلس الشوري العام.

الفترة المقبلة لن تكون سهلة أو تمر مرور الكرام،وسواء كان مشعل أو غيره هو الرجل الأقدر لقيادة المرحلة ..فالإجابة لاتزال فى رحم الأيام ,بيد أن الظرف الراهن يستوجب إعادة ترتيب البيت الفلسطينى من الداخل والالتفاف حول قيادة اكثر اتزانا بحضورها القوي اقليميا ودوليا .