لطالما لعبت الولايات المتحدة فى أوقات الأزمات دوراً قيادياً عالمياً , حيث تبدأ مؤسسات السياسة الخارجية الأميركية فى قيادة الدول ورسم المسارات لتجاوز التحديات المختلفة .
وفى ظل محنة كوفيد-19 التى لم يسبق للعالم أن واجه مثلها والتى وضعت أنظمة الرعاية الصحية وقدرات الدول على العمل المشترك قيد الاختبار. تبرز واشنطن كقوة عالمية في مجال الصحة والاستجابة للكوارث العالمية والتنمية العالمية
إذ لا ينبغي أن نغفل دورها المركزي العالمي كما يجب ألا تنسى أن لديها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) ووزارة الخارجية ذات الامتداد العالمي ، والخبرة الصحية العميقة ، وآلاف المحاربين القدامى الذين تصدوا في الماضي لأوبئة مثل H1N1 ، والإيبولا ، وأنفلونزا الطيور وغيرها بما يعنى أن الولايات المتحدة قد تكون الدولة الوحيدة المؤهلة للتصدى لانتشار الوباء فى العالم .
وخلال الأسبوع الماضي شرعت واشنطن بالفعل فى تولى زمام المبادرة والقيام بالدور المنوط بها دائماً حيث أعلنت عن مساعدة بقيمة 274 مليون دولار ستذهب عبر 64 دولة ذات أولوية ، بما في ذلك بنغلاديش وبورما وكمبوديا والهند وكازاخستان. إن الولايات المتحدة هي أكبر شريك في مساعدة تلك البلدان على معالجة هذه الأزمة.وكانت الولايات المتحدة واحدة من أوائل الدول التي قدمت المساعدة للصين أيضًا ، حيث قدمت المساعدة لووهان في غضون أيام من تفشي المرض هناك من خلال منظمات متعددة الأطراف ، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية.
فى الواقع , تنفق الولايات المتحدة عدة مرات مقارنة بالدول الأخرى على المنظمات الدولية. وبحسب بومبيو ، “نحن أكبر المساهمين في منظمات مثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة وبرنامج الغذاء العالمي لأننا نؤمن بتعددية الأطراف الفعالة التي تركز على مساعدة المحتاجين ، وليس تسجيل نقاط سياسية. هذا ما تبدو عليه القيادة العالمية الحقيقية. ”
وفي عام 2019 ، ساهمت الولايات المتحدة بأكثر من 400 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية ،.وبأكثر من 700 مليون دولار لليونيسف – منظمة الأمم المتحدة للطفولة. وبنحو 1.7 مليار دولار لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، مما يساعد ملايين اللاجئين من الحرب والمرض في جميع أنحاء العالم.
كما قدمت الولايات المتحدة 42 ٪ من موارد برنامج الغذاء العالمي البالغة 8 مليارات دولار فى عام 2019 ، وهو ما يعادل أربعة أضعاف مساهمة الدولة العضو المانحة التالية. أرسل برنامج الغذاء العالمي أكثر من 85 شحنة إلى 74 دولة للمساعدة في استجابات COVID-19 ويستمر في هدفه للوصول إلى 86 مليون جائع هذا العام.
التاريخ يؤكد أن الديمقراطيات تعمل بشكل أفضل في أوقات الأزمات لاسيما فيما يتعلق بالشفافية والابتكار وهو ما يحتاج إليه العالم باللحظة الراهنة لمكافحة المرض لذلك فإن بناء تحالف فى هذا التوقيت بقيادة الولايات المتحدة سيساهم في التصدي للوباء ويجب على معظم قادة العالم بما فيهم دول المنطقة توحيد جهودهم وأن يبعثوا برسالة تؤكد على تعاونهم في مواجهة كوفيد -19. فمثل هذه الرسالة، لاسيما إذا خرجت من ترامب، ستعطى العالم -بعد اليقين بالله- ما يحتاجه من أمل و تفاؤل.
اضف تعليق