كيف تعاطت إيران مع تكليف الكاظمى بتشكيل الحكومة العراقية ؟

رغم أن إيران أعلنت ترحيبها بتكليف مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة بعد اعتذار المرشح السابق عدنان الزرفي،
إلا أن ذلك قد لا يبدو نهاية المطاف. فالموقف الرسمي لا يخفي أن هناك حسابات إيرانية معقدة داخل العراق،
إذ لا تنفصل تلك الحسابات عن التصعيد المستمر مع واشنطن أو عن المعطيات التي فرضتها الاحتجاجات العراقية
وجهت إيران رسائل مزدوجة فيما يتعلق بموقفها من تكليف الكاظمي بتشكيل الحكومة الجديدة.
ففي الوقت الذي أعربت فيه، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية ، عن دعمها لتلك الخطوة
منحت الضوء الأخضر لوسائل إعلامها بالتلميح إلى أن قدرة الكاظمي على تشكيل الحكومة ومواجهة التحديات غير مضمونة
وربما تسعى إيران عبر ذلك إلى تحقيق هدفين أساسيين وفقا لمركز المستقبل :
أولهما، امتلاك أوراق ضغط مبكرة على الكاظمي قد تستخدمها في مرحلة لاحقة إذا لم يتخذ قرارات تتوافق مع مصالحها.
وثانيها، ترقب ما سوف يقوم به الأخير في حالة نجاحه في تشكيل الحكومة
لاسيما فيما يتعلق بالملفات المهمة ، مثل مطالب المحتجين والموقف بإخراج القوات الأجنبية ، وأيضاً العلاقات مع واشنطن
من هنا، يمكن القول إن إيران سوف تنتظر وتترقب قبل أن تبلور موقفها الحقيقي من حكومة الكاظمي
حيث كان لافتاً أن صحيفة “كيهان”، كانت حريصة على استباق تشكيلها بالإشارة إلى احتمال استمرار الأزمة العراقية
بسبب الملفات الشائكة التي سوف تنتظر الكاظمي في حالة نجاحه في اختبار التشكيل