الرئيسية » أرشيف » هوس الجمال يصيب الرجال
أرشيف

هوس الجمال يصيب الرجال

ظل عالم التجميل زمناً طويلاً حكراً على المرأة، فمنذ القدم أحبت المرأة الزينة وأقبلت عليها كي تجذب إليها الرجل، وأخذ المختصون يتفننون في صناعة مواد الزينة والتجميل، لكن في زمننا هذا قرر الرجل المعاصر اقتحام هذا العالم، فدخل على الخط ووجد المجال مهيأ، فمستحضرات التجميل والعناية بالبشرة الخاصة بالرجل باتت تملأ أرفف المتاجر، وصار الصالون الرجالي ينافس الصالون النسائي في تقديم العروض وخلطات التجميل التي تظهر وسامته وتعكس نظافته الشخصية التي تعتبر بطاقة شخصيته التي تساعده على أن يترك انطباعا جيدا لدى الآخرين.

عادل المشعل يعترف أنه يولي اهتماماً خاصاً لمظهره، ويقول:
– كوني فنانا تشكيليا أظهر في الأوساط الاجتماعية، لابد من الاهتمام بمظهري ليبدو في أبهى صورة، سواء بشرتي أو جسمي أو ملابسي، فالناس لا يعرفون ما في جيبك، لكنهم يرون مظهرك.
في المناسبات الرسمية أذهب إلى الصالون الرجالي لعمل الحمام المغربي الذي يساعد على إزالة طبقة الجلد الميت عن الجسم. كما أهتم بتنظيف البشرة لأنها الواجهة الأمامية أمام الناس، وكذلك البديكير للعناية بالأظافر، وأدفع ما لا يقل عن 35 دينارا في كل زيارة للصالون. أما في البيت فأنا من يقوم بصباغة لحيتي وشاربي باللون الأسود اذا لم أكن على سفر، واذا كنت مسافرا لا اصبغهما لأن اللون الأبيض له بريقه مع البدلات الرسمية.
ويضيف المشعل:
– أنتقي مستحضراتي التجميلية من مقشر للبشرة وكريمات الترطيب بعناية شديدة من المحلات المخصصة لذلك، وأركز خاصة على التي تحتوي على زيت الزيتون والثوم. كما أُكثر من كريمات ما بعد الحلاقة، فمنها ما يزيد نعومة البشرة، ومنها ما يعطيك الإحساس بالانتعاش.
واشتري سنويا بخورا للتعطير بـ 250 ديناراً تقريبا من البحرين ودبي، لأنه أرخص من الكويت قليلا. فلابد من التعطر عند خروجي من البيت، فأضع العطر الفرنسي في موسم الصيف، لأنه خفيف ولدي 6 زجاجات منه يتراوح سعر الواحدة منها بين 8 و10 دنانير، وفي الشتاء أتعطّر بالعطور الشرقية، وبعد 3 دقائق أبخّر ملابسي من الغترة والدشداشة.
ويكمل المشعل حديثه فيقول:
– ولا يمكن أن أتخلى عن العناية بمظهر أسناني، فأراجع طبيب الأسنان بشكل دوري كل 6 أشهر لعمل تبييض وتنظيف لأسناني، واشتري أصنافا متعددة من معجون الأسنان وكل ما يلزم للعناية بها من الصيدليات.
من فرنسا
علي أشكناني يشتري مستحضرات التجميل الخاصة به من فرنسا، ويقول:
– لا أنظر إلى التكلفة المدفوعة، لأن العناية بالبشرة والشعر شيء لا يتجزأ من يوميات حياتي، فمن صغر سني كانت والدتي تحرص على العناية بمظهري الخارجي. والهدف الأساسي من استخدام هذه المستحضرات هو العناية بصحة البشرة والجلد والشعر، أكثر من كونها وسيلة تجميل تحسن الشكل الخارجي، وليس من العيب اعتناء الرجل بنفسه وظهوره في صورة تعكس نظافته الشخصية.
وحول طرق العناية ببشرته يضيف أشكناني:
– في فصل الصيف، خصوصا مع حر الكويت، لابد من وضع كريم واق من أشعة الشمس لحماية بشرتي من أشعتها الحارقة التي تسبب أضرارا بالغة لها وتتلف خلاياها. فأنتقي مستحضراتي من ماركات معينة أشتريها من فرنسا تكلفني ما يقرب من 100 الى 150 دينارا شهريا.
أما عن الاهتمام بالشعر فمن الضروري وضع كريم لتصفيفه بعد الاستحمام يحتوي على فيتامينات تعمل على تغذيته ليبدو في مظهر لائق.
خلطات طبيعية
وعن اهتمام محمد الشمري بالعناية ببشرته يقول:
– أفضل الخلطات الطبيعية المركبة من الأعشاب الطبية من عند العطّار وسعرها في متناول اليد، كخلطة “أم بدر” وهي كريم للبشرة يمنع ظهور حبوب الشباب ويعالج البشرة، أكثر من المستحضرات الكيميائية التي ـ بكل تأكيد ـ لها آثار جانبية وتميل شركاتها الى الربح المادي.
أزور الصالون مرتين أو ثلاث مرات في الشهر الواحد، وتكلفني الزيارة الواحدة ما يقارب من 20 دينارا، حيث أقوم بعمل صنفرة لوجهي مع حلاقة الشعر واللحية فقط. وفي البيت استخدم غسول الوجه بشكل يومي لغسل بشرتي من الشوائب. ولا أجرب المستحضرات الجديدة الخاصة بالعناية بالبشرة التي تروج لها وسائل الدعاية والإعلان لخوفي عليها لأنها دهنية النوع. أما عن شعري فلم أكن التفت اليه إلا بعد تدميري له بمثبت الشعر “الجيل” و”الفير” (فرد الشعر بالسشوار) فاتجهت إلى معالجته باستخدام الشامبو والبلسم الطبي.
باديكير في تايلند
خاض سليمان القطان تجربة عمل البديكير لأظافره في تايلند، ويحكي عنها قائلا:
– هناك مجمعات كبيرة كالأفنيوز مخصصة فقط لعمل البديكير والعناية بأظافر اليدين والقدمين بشكل ممتاز، وقد استمتعت بهذه التجربة، خاصة انهم يضعون مجموعة من الأسماك الصغيرة في حوض ماء للقدم تعمل على أكل خلايا الجلد الميت. ومن الأردن جلبت بعض المستحضرات الخاصة بالجسم كلفتني ما يقرب من 200 دينار، فالعلبة الواحدة سعرها 90 دينارا، لأنها مصنوعة من أملاح البحر الميت المعروفة بفوائدها العظيمة للجسم.
ويستطرد القطان:
– أحرص على استخدام شامبو للشعر خال من البلسم لمنع تساقطه، وأذهب للصالون مرتين بالشهر لعمل حمامات كريم للشعر وتنظيف للبشرة، لأنها مرآتك، والحمام المغربي مرة في السنة. ولم أغير حلاقي من سنة 1992، فقد تعودت عليه وهو يعرف ما أريده بالضبط. ولا استغني عن كريمات الجسم من مرطب وزبدة الجسم التي أشتريها دائما من محلات مخصصة، ولا يقل المبلغ عن 25 دينارا تقريبا.
مجاراة للموضة
ومن وجهة نظر أحمد زويد يقول:
– لا أؤيد ما يفعله شباب هذه الأيام من اهتمام زائد عن اللزوم بقصات الشعر لدرجة الهوس، فأرى الكثيرين يتنافسون حول تلك القصات بالصالونات ويدفعون مبالغ كبيرة لمجاراة الموضة فقط. وأنا لا أحب الرجل الناعم الذي يهتم بتفاصيل تخص البنات بشكل كبير، فاهتمام الرجل بنفسه شيء ضروري، لكن يكون ذلك في أناقته وتعطره ونظافته، أما ما أراه في صالونات التجميل من بديكير وحمام مغربي وخلافه فأنا غير مقتنع به تماما. الذي يميز الرجل أخلاقه وشخصيته وكفاءته أما التجميل فليس من مقاييس الرجولة.
وعن نفسي لا أذهب إلى الصالون الا لحلق الشعر وتهذيب اللحية فقط، فكل ما يهمني هو الظهور بشكل مرتب ونظيف أمام الآخرين، بعيدا عن التكلف، فلا أضع على شعري غير الشامبو، أما بشرتي فلا أضع عليها أي شيء إطلاقا.
حساب مفتوح
داوود الشمري يؤكد على اهتمامه الشديد بالتجميل ويقول:
– لا أستغني عن حمام الزيت بجميع أنواعه، لانني أكثر من استعمل مثبت الشعر “الجيل” الذي يصفف الشعر بشكل رائع، لكنه يتلفه، لذلك أحاول الموازنة بالحفاظ على شكل لائق مع شعر صحي بتلك الحمامات المغذية التي تعيد بناء ما تدمر داخل فروة الرأس.
ويستكمل الشمري:
– لدي حساب مفتوح عند الصالون الذي أتعامل معه لأنني أذهب اليه يوما بعد يوم ليزين شعري بشكل لائق، فيأتي اليّ في آخر الشهر ليطالبني بحسابه الذي “يؤذيني”، لأن المبلغ قد يتراوح بين 70 و80 دينارا شهريا فقط على شعري.
وعن بشرته يقول:
– حلاوة الرجل في بشرته، لذلك أهتم بها اهتماما خاصا، فاحرص على عمل قناع الزبادي بالخيار، الذي يقي البشرة من الجفاف ويضفي عليها نضارة، اضافة الى فائدته في تبيض الوجه. ومرة كل شهرين أعمل حمام بخار لتنظيف البشرة من البثور السوداء وغيرها، وباستثناء ذلك لا أضع مستحضرات اصطناعية، فلله الحمد بشرتي صافية وليس بها مشاكل جلدية.
عناية في البيت
ويتساءل عادل المالكي عن من لا يهتم الآن بمظهره الخارجي، ويقول:
– أداوم على متابعة المستجد من مستحضرات التجميل الرجالية عن طريق الإنترنت لأحافظ على نضارة وجهي وشعري، وأيضا للاعتناء بصحة جلدي، فحمامات الزيت والكريمات الخاصة بالشعر لا تفارق شعري أبدا، وأشتري كريما خاصا لاضفاء لمعة عليه ليبدو بشكل أنيق، وأدفع 15 دينارا للعبوة الواحدة.
وعن زيارته لصالونات التجميل يقول:
– لا أتردد كثيرا على الصالونات، فأذهب اليها مرة واحدة بالشهر فقط لأقص شعري ولعمل حمام كريم بخلطة خاصة للشعر يختص بها المحل، ولا يزيد الحساب عن 15 دينارا. أما باقي أعمال التجميل من حمام مغربي وتنظيف للبشرة وتهذيب للحية، فأقوم بذلك كل خمسة أيام في البيت، فالوقاية خير من العلاج والبشرة واجهتك أمام الآخرين.
وعندما تظهر مشكلة ما استشير طبيبا مختصا أو الصيدلي للحصول على أفضل النتائج، ففي احدى المرات ظهر بعض الكلف في وجهي، وصرفت على علاجه أكثر من 200 دينار. واهم شيء أستخدمه الواقي من أشعة الشمس في النهار لحماية البشرة من التغيرات الجوية، فالطقس في الكويت غريب نوعا ما، حيث تمر فصول السنة الأربعة في يوم واحد، فلابد من الاستعداد الجيد للحفاظ على البشرة.

خوف من التجاعيد
يقول فيصل رافع مدير أحد صالونات التجميل الرجالية:
– %80 من رجال الكويت، وخاصة من فئة الشباب الذين تتراوح اعمارهم بين 28 و39 سنة يهتمون بجمالهم الخارجي، بل يتنافسون على الظهور في أبهى صورة أمام الآخرين. فالإقبال على مراكز التجميل أصبح كبيرا جدا لإدراك الرجل أهمية العناية بصحة جلده الذي يتأثر بكثير من العوامل التي تجعله جافا فتظهر التجاعيد في سن مبكر، ومنها فرط التعرض لأشعة الشمس من دون استخدام واقي لحماية البشرة، والاستخدام المتكرر لشفرات الحلاقة واستعمال المياه الكلسية لغسل الوجه.
وبكل تأكيد تتعرض البشرة لتغيرات مع التقدم في العمر، فالبشرة في العشرينات تختلف كليا عنها في الخمسينات.. ولكن ألا يحب الرجل أن يتمتع ببشرة نضرة خالية من العيوب والتجاعيد؟ بالطبع يحب ذلك وليس هناك ما يمنعه من الاهتمام بمنظره ونضارة بشرته.