فى محادثات استمرت يومين لم تسفر عن أية نتائج جديدة سوى تحديد جلسات دبلوماسية "كلامية" جديدة فيما تستمر فيه إيران بتسريع عمليات تخصيب اليورانيوم بمعدلات عالية. فما خرج به أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي من تأكيدات فى مؤتمر صحفي أعقب المحادثات في آلماتي ، حول إصرار طهران على عدم تجاهل حقوقها في امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية يؤشر إلى الفشل الذريع الذي يلاقيه المفاوض الدولي مع طهران بما يشير إلى مدى التربيطات التى تعقده ايران مع روسيا والصين .
وقد اختتمت قوى التفاوض الدولي الست أمس الأربعاء محادثاتها النووية مع إيران دون مؤشرات على حدوث انفراجة لكن الجانبين اتفاقا على إجراء محادثات على مستوى الخبراء الشهر القادم في اسطنبول وإجراء مفاوضات رفيعة المستوى في كزاخستان في أبريل/نيسان.
وأعلن كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي أن طهران والقوى العالمية الست (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) اقتربتا بدرجة أكبر من بعضهما خلال المحادثات التي عقدت في كزاخستان أمس واليوم.
وقال جليلي إن "بعض المقترحات التي طرحتها الدول الست كانت أكثر قربا لمقترحاتنا بالمقارنة بالمقترحات السابقة". وأضاف "نعتبر هذه النتيجة إشارة إيجابية، يمكن جعلها أكثر إيجابية باتخاذ المزيد من الخطوات".
وشدد جليلي على رفض إيران إغلاق موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم المبني في جوف جبل ويصعب بالتالي تدميره في هجوم عسكري. وقال إن "موقع فوردو موقع شرعي ويخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا منطق على الإطلاق في إغلاقه".
وأوضح أن "تخصيب اليورانيوم بنسبتي 5% أو 20% هو حق لإيران. إننا نخصب بحسب حاجاتنا".
وأعلن جليلي أن محادثات على مستوى الخبراء ستجرى بين الجانبين في مدينة إسطنبول التركية يومي 17 و18 مارس/آذار وستجرى جولة من المفاوضات السياسية في الخامس والسادس من أبريل/نيسان في كزاخستان.
وتابع أنه في اجتماع إسطنبول المقبل "سيبحث خبراء الطرفين كيف ينبغي صياغة المبادرات المتبادلة كي تتحلى بالتوازن".
يذكر أن القوى الكبرى تطلب من إيران تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، ونقل اليورانيوم المخصب بالفعل إلى دولة ثالثة، وإغلاق موقع التخصيب الجديد في منشأة فوردو جنوب طهران.
وخلال المحادثات عرضت القوى الكبرى على إيران تخفيف بعض العقوبات إذا خفضت طهران أنشطتها النووية التي يخشى الغرب أن تستخدم في تصنيع قنبلة وتنفي طهران سعيها لامتلاك أسلحة نووية.
وتبددت الآمال في تراجع ملموس للمأزق في النزاع المستمر منذ عشر سنوات حين نقلت وسائل إعلام روسية عن مصدر قريب من المحادثات قوله إنه لم يحدث تقدم واضح.
وقالت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إن القوى العالمية تأمل أن تتبنى إيران ردا إيجابيا على المقترحات النووية التي طرحتها الدول الست خلال المحادثات وذلك حين يلتقي مفاوضو الجانبين مجددا خلال الشهرين القادمين. وأضافت "آمل أن ينظر الجانب الإيراني بإيجابية للاقتراح الذي عرضناه، علينا أن نرى ما سيحدث بعد ذلك".
وأشارت آشتون إلى أن طهران سوف تمنح وقتا لبحث المقترح الأخير من جانب القوى العالمية الست. وذكرت أن تفاصيل العرض ستعلن عندما ترد إيران.
وقالت آشتون إن الدول الست على ثقة بأن الخلاف النووي سيحسم بالسبل الدبلوماسية.
اضف تعليق