الرئيسية » تقارير ودراسات » بعد زيارة بولتون ..خنق إيران عنوان قمة “ترامب – بوتين”
تقارير ودراسات رئيسى

بعد زيارة بولتون ..خنق إيران عنوان قمة “ترامب – بوتين”

القمة المرتقبة تناقش عددا من القضايا الخلافية
القمة المرتقبة تناقش عددا من القضايا الخلافية

الأخبار المعلنة والعناوين المسربة حول زيارة جون بولتون مستشار الرئيس الأمريكى للأمن القومي لروسيا تبدو كافية لقراءة المشاهد الأولى من نتائج  القمة المرتقبة بين بوتين و ترامب والتي من المرجح أن تقلب معادلات الشرق الأوسط في ضوء تفاهمات روسية أمريكية  بزيادة الضغط على إيران لاسيما في سوريا

خنق إيران والإصرار على انسحابها الكامل من سوريا يمثل صلب القمة المرتقبة التى أسفرت زيارة بولتون عن احتمال عقدها في 15 تموز (يوليو) المقبل  فالإدارة الأمريكية شبه مدركة أن موسكو لن تدفع ثمناً باهظاً لبقاء إيران لهذا فإنها ماضية بقوة نحو التفاوض على هذا الشرط  الأساسي لاسيما وأن الجانب الروسي بالرغم من دفء علاقاته السابقة مع طهران  بات غير مهتم بالهيمنة الإيرانية في الأراضي السورية بل ويعتبرها حجر عثرة أمام  التسوية السياسية

الامتعاض الروسي  من استمرار الوجود الإيراني  برز قبل فترة ,من خلال حرص الأخيرة على إشعال بؤرة جديدة للصراع مع إسرائيل في حين يسعى بويتن للحفاظ على علاقاته مع نتنياهو وقد ظهر ذلك عبر إعطاء موسكو ضوءاً أخضر لإسرائيل بضرب أهداف إيرانية في سوريا . التشققات داخل التحالف الرخو تعود أيضاً  إلى رغبة موسكو في الحفاظ على المكاسب التي حققتها على الأرض منذ تدخلها فى 2015 فالحرب فى سوريا قد وضعت أوزارها وفقا للمنظور الروسي  واستمرار الوجود الإيراني من شأنه عرقلة عملية السلام في ظل وجود فيتو غربي لذلك تبدو عازمة على حل الأزمة بمشاركة الدول الغربية وإزاحة  إيران من المشهد برمته

القيصر الروسي لن يعارض الدفع الأمريكي فى اتجاه تطويق النفوذ الإيراني في المنطقة، من اليمن الى سوريا فالعراق ولبنان،.كم أنه لن يعرقل رغبة واشنطن في تولى المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا مفاوضات في جنيف تؤدي إلى إنهاء الحرب السورية”. وسيعمل على التعاون مع واشنطن لوقف تدخلات إيران في الدول العربية والتي تؤدي إلى زعزعة الاستقرار فيها.لذلك من المتوقع أن تتضمن الحادثات رسم الجانبان خريطة الطريق إلى الحل السياسي وإحياء مفاوضات جنيف مع التشديد على ضرورة انسحاب كل المقاتلين الأجانب من سوريا، وعلى رأسهم مليشيات إيران و”حزب الله”.

الأنباء المتواترة من موسكو تشير إلى أن هناك تفاهمات بين الجانبين بالفعل ، فيما يخص الشأن السوري فوفقا لصحيفة «نيزافيسميا جازيتا» الروسية هناك شبه اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا على ضرورة الحفاظ على منطقة خفض التوتر في جنوب سوريا.  والتي تم الإعلان عنها بعد لقاء بوتين و ترامب في فيتنام فى نوفمبر 2017، خاصة أن ثمة خطورة الآن فى أن تواصل إسرائيل ضرباتها على مواقع قوات موالية لدمشق في هذه المنطقة، مهددة بالتالي استمرار منطقة خفض التصعيد في جنوب سوريا.

طاولة  البحث فى هذا الاجتماع  سنناقش أيضاً العديد من الملفات الساخنة والتي كانت حاضرة فى مشاورات بولتون مع المسئولين الروس  من بينها الوضع في أوكرانيا و مواضيع الأمن والاستقرار الدولي، علاوة على نزع السلاح النووي  لكنها على الأرجح ستتضمن تقديم بعض المكاسب أو التنازلات لموسكو  لقاء مساعدتها على تطويق النفوذ الإيراني سواء كان ذلك على صعيد تخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا، أو فيما يتعلق  بالأوضاع  فى أوروبا وتحديدا ملف أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.

اختيار الصقر الأمريكي المتشدد والذي يعد العضو الأكثر معارضة لروسيا في إدارة ترامب لا يمكن عزله عن المشهد إذ أن بولتون له رؤية صارمة  حيال السياسة التي يجب أن تتبعها واشنطن  مع موسكو ودعوته للتشدد معها في القضايا الخلافية القائمة لذلك فإن حقيقة ذهاب بولتون بنفسه تبرز النهج الجاد لدى الرئيس ترامب  في هذا الاجتماع كما أنه يمثل يكون فرصة جيدة للإدارة الأمريكية لكي تعكس لشعبها تعاملها بصرامة مع روسيا من جهة، وتؤكد لبوتين في ذات الوقت أنها لا تزال راغبة في تقوية العلاقات بين البلدين.

القمة المرتقبة تأتى على أرضية شائكة إذ أن العلاقات بين البلدين ليست فى أفضل حالاتها وفقا لتصريح الرئيس بوتين ,فالوضع المحزن تعيشه العلاقات الروسية الأمريكية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة الماضية، بعد اتهام واشنطن لموسكو بانتهاك القوانين الدولية، وبدأ ذلك بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، وهي الخطوة التي أدانتها الولايات المتحدة وحكومات الدول الغربية. وأثر التدخل الروسي في سوريا على شكل العلاقات بين البلدين وطردت الولايات المتحدة 60 دبلوماسيًا روسيًا من أراضيها في مارس الماضي، ردًا على اتهامات روسيا بمحاولة اغتيال العميل الروسي المزدوج سيرجي سكريبال وابنته يوليا في بريطانيا, فضلاً عن اتهام موسكو بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016

طابع التفاؤل الحذر يغلف القمة المنتظرة بمزيد من نقاط الإثارة السياسية، بحكم التراكمات والتجاذبات فى العلاقات الروسية الأمريكية  , غير أن الرد الإيراني حيال هذا التعاون يجب أن يكون محل رصد لاسيما وان طهران لديها القدرة عبر اذرعها  على التحرك عسكرياً فى أكثر من بلد عربي  وقد توعد روحانى أمس في خطاب متلفز بجعل الولايات المتحدة الأميركية تجثو على “ركبتيها”.