مع إعلان رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الشيخ رفسنجاني انه سيشارك في منافسة رئاسة الجمهورية فانه يبدو دخول المنافسة بين المحافظين المعتدلين والمتطرفين مرحلة حاسمة من الجدال على احتكار السلطة والسيطرة على مقاليد السلطة ومصادر المال والقدرة في البلاد.
وكان رفسنجاني قد قال صراحة إن جميع الامور بيد المرشد خامنئي، وأن المرشد اذا عارض أي شخص فان اسمه سيشطب من قائمة الفائزين حتى وان نال 100 % من الأصوات.
ورد خطيب الجمعة بطهران الشيخ احمد خاتمي على رفسنجاني قائلا: ليعلم الجميع انه لا تأييد للمرشح الفائز سوى المرشد هو الذي سيحدد نتيجة الانتخابات وليس الناخبون!.
وبهدف الزعم بوجود حرية الانتخابات وتنوعها فان وزارة الداخلية سمحت هذه المرة لعشرات من المسؤولين وغير المسؤولين ترشيح انفسهم حتى بلغ عدد المرشحين حوالي 680 شخصاً، في حين ان الجميع بانتظار قرار مجلس رقابة الدستور الذي سينفذ ارادة المرشد بالابقاء على مرشحين لا يزيد عددهم على اصابع اليد الواحدة. ويقول مراقبون ان المنافسة قد تدور بين رفسنجاني وجليلي وقاليباف وولايتي ومشائي وروحاني وحداد عادل اذا وافق مجلس الرقابة بالأساس على ترشيح بعض هؤلاء، وان المهم لدى هذا المجلس ان يكون المرشح والفائز في الانتخابات مطيعاً وعبداً لولي الفقيه.
اما عن مشاركة الاصلاحيين في الانتخابات فان السيد خامنئي قد حرمهم بالكامل حتى من الترشيح، وهددهم من خلال صحيفة «كيهان» حيث وصفهم بالمفسدين في الارض، واتهمهم بانه يحاربون الله والرسول وانهم سيقتلون فور ترشيح انفسهم، الامر الذي دفع الرئيس السابق محمد خاتمي لعدم ترشيح نفسه خشية على روحه.
ونقل المتحدث باسم جبهة "الصمود" التابعة للمرشد محمد نبويان ان المرشد خامنئي هدد الاصلاحيين في حالة الاصرار على مشاركتهم في منافسة الانتخابات انه سيحول ايران الى كربلاء! أي ستكون ايران ساحة وغى وسيلان انهار من الدماء اذا شارك الاصلاحيون في الانتخابات!.
هذا التصريح اعتبره الاصلاحيون بمنزلة اعلان حرب ضدهم واستمرار النظام باحتكار السلطة، وان الانتخابات مجرد شكلية وصورية لا اكثر!.
رفسنجاني سيكون منقذ النظام والشعب
وشكّل المحافظون لجنة مشتركة للوقوف ضد الشيخ رفسنجاني في الانتخابات، ودفعوا بأكثر من 20 مرشحاً لهم في الساحة، لمنع المعتدلين من الفوز، في منافسة قد تكون شكلية اذا تدخل المرشد فيها، او تعمد قادة الحرس من تغيير نتائجها، كما ظلوا يفعلون في السابق.
وادعت مؤسسة الاذاعة والتلفزيون ان معظم الاصوات ستذهب الى مرشحين اصوليين، مثل جليلي وقاليباف وولايتي وحداد عادل، وان رفسنجاني سيفشل فيها، وسيتم القضاء على مكانته السياسية بالكامل في هذه الانتخابات، لكن الرأي العام يتحدث عن ضرورة معالجة، وحل الازمات الاقتصادية، ويعتقد الكثيرون من ان رفسنجاني سيكون منقذاً للنظام، وللشعب في آن واحد، لانه سيعطي النظام وجهة دولية، ويؤكد مشاركة معظم الناخبين في الانتخابات من جهة، ومن جهة اخرى فإن الشعب يريد التغيير وانعاش اقتصاد البلاد، حيث اكدت التقارير ان الدولار كان 3500 تومان، وبعد ترشيح رفسنجاني انخفض سعر الدولار الى 3400 تومان خلال يوم واحد.
وفي سياق آخر، يعتقد احمدي نجاد ان مرشحه مشائي سيفوز في الانتخابات، ولذلك رافقه شخصياً الى مقر الترشيح ودافع عنه بقوة، الامر الذي اعتبره مجلس رقابة الدستور انتهاكاً للدستور، لانه لا يوجد أي مسؤول يدافع عن مرشح خاص.
ومع ان المحافظين بدأوا يخشون من جدية فوز رفسنجاني في الانتخابات، وعليه طالبوا مجلس رقابة الدستور بإقصاء رفسنجاني من الانتخابات، وزعموا من ان المرشد يؤيد هذا القرار، لكن رفسنجاني ادعى من انه اتصل مع خامنئي قبل ساعة واحدة من ترشيح نفسه، وان خامنئي لم يبد أي معارضة لهذا الترشيح.
رفسنجاني الذي كان يخشى محاصرته ومنعه من قبل قوى الامن، فوّض في السر العديد من مستشاريه واخوانه للذهاب الى مقر الترشيح، وتسجيل اسمه قبل انتهاء المدة.
ولايتي، الذي لا يحظى بدعم تصويت الشعب، مازال يزعم ان المرشد يريده في منصب رئاسة الجمهورية ليدافع عن الملف النووي، ويحسن مسير السياسة الخارجية، خاصة ان ايران في فترة حكم احمدي نجاد لم تبق لها أي دولة صديقة في العالم سوى اربع او خمس دول في افضل تقدير.
اضف تعليق