قتل أكثر من 100 شخص على الأقل وأصيب 20 آخرون بجروح الخميس، غالبيتهم من الزوار الشيعة الإيرانيين العائدين من كربلاء بانفجار صهريج مفخخ داخل محطة للوقود جنوب شرق بغداد، بحسب ما قال مسؤول أمني ومصادر طبية.
ويأتي هذا الهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية بينما ضيقت القوات العراقية الخناق على التنظيم داخل الموصل في شمال العراق، ما ينذر بمعارك شرسة غداة قطع آخر خطوط إمداد الجهاديين ووسط مخاوف حيال مصير المدنيين الذين ما زالوا محاصرين داخل المدينة.
ووقع الانفجار في قرية الشوملي التي تقع على بعد 120 كيلومترا جنوب شرق العاصمة بغداد، ونحو 80 كيلومترا إلى جنوب شرق كربلاء.
وكان رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل فلاح الراضي قد قال إن “هناك على الأقل 70 قتيلا، أقل من عشرة منهم هم عراقيون، والباقون إيرانيون”، قبل أن ترتفع الحصيلة إلى نحو 100 قتيل أو أكثر.
وأضاف الراضي أن “انتحاريا يقود صهريجا فجر نفسه وسط حافلات كبيرة إضافة إلى حافلتين صغيرتين داخل محطة الوقود”، مشيرا أيضا إلى وجود “عشرين جريحا نقلوا إلى المستشفيات”.
وأشارت قيادة العمليات المشتركة العراقية في بيان إلى أنه “تبين أن الصهريج مفخخ بحوالي 500 ليتر من مادة نيترات الأمونيوم”.
وقال ضابط برتبة مقدم كان في المكان إن “سبع حافلات على الأقل كانت داخل المحطة لحظة وقوع الانفجار”.
من جهته، قال مصدر في استخبارات الشرطة إن “هذه الحافلات كانت تنقل زوارا إيرانيين وبحرينيين وعراقيين”، لافتا إلى أن سيارات الإسعاف والإطفاء هرعت إلى المكان.
وقال شاهد يدعى موسى عمران “كان هناك إيرانيون، وأيضا أشخاص من البصرة والناصرية” في العراق.
وكان ملايين الزوار الشيعة من عراقيين وعرب وأجانب قد احيوا الاثنين، ذكرى أربعينية الإمام الحسين في مدينة كربلاء العراقية.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير على الفور، إلا أن وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية أشارت في بيان إلى “عملية استشهادية في أطراف مدينة الحلة جنوب بغداد”.
تدمير جسور حيوية
وفي شمال البلاد، حققت قوات مكافحة الإرهاب تقدما جديدا في الأحياء الشرقية داخل الموصل بحثا عن زخم جديد بعدما واجهت مقاومة شرسة غير متوقعة من الجهاديين هددت بتعثر العملية العسكرية المستمرة منذ خمسة أسابيع.
وقال القيادي في قوات مكافحة الإرهاب العميد الركن معن السعدي من على خط الجبهة في الموصل، إن قواته تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في حي شقق الخضراء.
وأضاف أن الجهاديين “لا يستطيعون الهروب. لديهم خياران: الاستسلام أو الموت”.
وتمكنت القوات العراقية على مدار الأيام الماضية من قطع خط الإمداد الرئيسي الممتد من الموصل غربا باتجاه سوريا، حيث معقل تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الرقة.
ودمر التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة جسورا حيوية للجهاديين تعبر نهر دجلة في وسط الموصل، مقلصة قدرة التنظيم على التنقل ودعم قواته في الجبهة الشرقية.
وبالتالي بقي جسر واحد من عهد الاحتلال البريطاني، ليس بالمتانة والحجم الكافيين لمرور المركبات الثقيلة.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف الكولونيل جون دوريان إن “التقدم في الجنوب والجنوب الشرقي من المدينة يتسارع، ونعتقد أنه تطور كبير فعلا”.
وأضاف أنه سيكون على الجهاديين “الرد على هذا التقدم. فهذا يضعف دفاعاتهم”.
والأربعاء، قال قيادي رفيع في قوات مكافحة الإرهاب إنه تمت استعادة 40 بالمئة من شرق الموصل.
وفي هذا الإطار قال دوريان “إنه قتال شرس جدا ووحشي، لكنه حتمي، العراقيون سيهزمونهم”.
وبدأت القوات العراقية عملية عسكرية في 17 أكتوبر/تشرين الأول ترمي إلى استعادة السيطرة على مدينة الموصل في شمال البلاد.
وتوغلت تلك القوات داخل المدينة من الجهة الشرقية، فيما تقدمت قوات البشمركة الكردية مع قوات أخرى باتجاه الحدود الشمالية والجنوبية للمدينة.
وتتواجد على الجبهتين الجنوبية والغربية لمدينة الموصل، فصائل الحشد الشعبي التي تضم مقاتلين ومتطوعين شيعة مدعومين من إيران.
وقد ركزت تلك الفصائل عملياتها على بلدة تلعفر التي ما زالت بيد الجهاديين غرب الموصل.
وأعلنت تلك الفصائل الأربعاء أنها قطعت الخط الرئيسي بين البلدة وسوريا.
وهذه الخطوة ستصعب بشكل كبير على تنظيم الدولة الإسلامية أي محاولة لنقل مقاتليه أو معداته بين الموصل ومدينة الرقة، معقل التنظيم الجهادي في سوريا.
مدنيون عالقون
وقد صعب اشتداد المعارك عملية فرار المدنيين العالقين في الموصل إلى المخيمات الآمنة التي أقيمت في محيط المدينة.
وتوقعت الأمم المتحدة أن يضطر 200 ألف مدني إلى ترك منازلهم في الأسابيع الأولى من أكبر عملية عسكرية يشهدها العراق منذ سنوات، لكن عدد النازحين لم يبلغ حتى الآن إلا نحو ثلث هذا الرقم.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة الخميس إن نحو 76 ألف شخص نزحوا من الموصل منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول.
وتبعث القوات العراقية برسائل إلى السكان تدعوهم فيها إلى ملازمة منازلهم وعدم محاولة الفرار عبر خطوط الجبهة الأمامية حفاظا على سلامتهم. وتجاوب عدد من السكان مع تلك الدعوات.
ومن شأن إجلاء السكان أن يسمح للقوات العراقية باستخدام المدفعية الثقيلة وتحقيق نتائج سريعة.
لكن القيادة العراقية تريد تجنب التدمير الكامل للموصل، رغم الوعود المتكررة لرئيس الوزراء حيدر العبادي بتحرير المدينة بحلول نهاية العام الحالي.
اضف تعليق