الرئيسية » تقارير ودراسات » 6سيناريوهات على حافة الانفجار ..هل يتغير النظام الإيرانى ؟
تقارير ودراسات رئيسى

6سيناريوهات على حافة الانفجار ..هل يتغير النظام الإيرانى ؟

في خضم التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران، عاد الحديث مجددًا عن احتمال أن يكون الهدف النهائي لتل أبيب أكثر من مجرد ردع نووي أو توجيه ضربات عقابية. فهناك مؤشرات متزايدة توحي بأن تغيير النظام في طهران بات مطروحًا بجدية داخل بعض الدوائر الإسرائيلية، وربما بدعم ضمني من جناح سياسي نافذ في الولايات المتحدة. هذه النوايا، وإن لم تُعلَن رسميًا، تتكشّف عبر طبيعة الأهداف، وحدّة الخطاب، ونوع الضربات، وحجم التصعيد.

لكن، هل بات تغيير النظام في إيران احتمالًا واقعيًا؟ أم أنه مجرد ضغط نفسي ضمن لعبة الشطرنج الإقليمية؟ إليك قراءة في السيناريوهات الستة الأقرب للتحقق خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة.

1. تصعيد محدود، لا يتجاوز حدود الردع
السيناريو الأقرب زمنيًا، والذي تحقق فعليًا حتى الآن، يتمثل في توجيه ضربات إسرائيلية إلى مواقع عسكرية ونووية، دون نية مباشرة لتغيير النظام. الهدف هنا هو “كبح التهديد”، لا “إسقاط النظام”. هذا الأسلوب يضمن لإسرائيل الحفاظ على المبادرة دون الدخول في حرب شاملة.

ومع احتواء الردود الإيرانية –رغم كونها نوعية– يبدو أن الطرفين يحاولان ضبط إيقاع التصعيد بما لا يؤدي إلى فوضى إقليمية، مع بقاء مستوى الضغط مرتفعًا لضمان تنازلات مستقبلية في مفاوضات غير مباشرة.

2. استنزاف متدرج للنظام من الداخل
ضرب البنى التحتية الحيوية، لا سيما الاقتصادية والطبية، يضعف الثقة الشعبية في النظام، ويفتح الباب أمام سيناريو استنزاف داخلي طويل الأمد. لا يشترط هذا السيناريو تغييرًا فوريًا، لكنه يعوّل على فقدان النظام الإيراني لقدرته على إدارة الدولة، ما يدفع قطاعات شعبية ونخبوية للانشقاق أو المطالبة بالإصلاح من الداخل.

نجاح هذا السيناريو يرتبط بمدى تنسيق الهجمات مع أدوات ضغط داخلية، مثل النشطاء أو الإعلام المعارض أو الأزمات المعيشية. وهو ما يفسر تصاعد الدعوات عبر الإنترنت ومنصات فضائية لإشعال “موجة ثالثة من الاحتجاجات”.

3. انقسام النخبة وحدوث انقلاب داخلي
إذا استمرت الضربات في إرباك الجيش والحرس الثوري، وترافق ذلك مع ضغط دولي أو اضطراب اقتصادي حاد، فإن النخبة الإيرانية قد تواجه لحظة انقسام حاسمة. حينها، قد يُطرح بديل سياسي من داخل النظام نفسه، في محاولة “لإنقاذ الجمهورية من الانهيار” عبر استبدال القيادة العليا، وليس تفكيك كامل للمنظومة.

هذا السيناريو لا يعني بالضرورة انتصارًا إسرائيليًا كاملاً، لكنه قد يخدم هدف تل أبيب في إضعاف قدرة طهران على تهديد حدودها، دون الحاجة لإدارة تبعات انهيار شامل.

4. توسع أمريكي مباشر في العمليات
الولايات المتحدة ما زالت تحاول التوازن: لا تؤيد التصعيد العنيف، لكنها لا تمنعه تمامًا. إلا أن أي تهديد مباشر لمصالحها في الخليج، أو استهداف قواعدها العسكرية، قد يدفعها لتغيير المعادلة والدخول مباشرة في العمليات العسكرية.

حينها يصبح هدف إسقاط النظام الإيراني ليس فقط رغبة إسرائيلية، بل جزءًا من أجندة أمنية أمريكية أشمل، تهدف إلى إعادة رسم خارطة القوة في الشرق الأوسط، وتثبيت النفوذ الأمريكي في وجه التمدد الصيني والروسي.

5. سباق نحو التسلح النووي
إذا رأت طهران أن بقاءها مهدد فعليًا، فقد تُسارع نحو إنتاج قنبلة نووية باعتبارها “بطاقة الحياة الأخيرة”. هذا الردع النووي قد يمنحها حصانة من أي تغيير قسري، لكنه في المقابل سيُفجّر مواجهة شاملة مع إسرائيل، وربما مع أطراف أوروبية.

نجاح إيران في هذه الخطوة قد يُعيد ترتيب التوازنات الإقليمية، لكنه ينذر بحرب كبرى قد تطال حدود الخليج بأكمله، وتدفع السوق العالمي للطاقة نحو اضطراب غير مسبوق.

6. بقاء النظام في ظل ضغط دائم
السيناريو الأكثر ترجيحًا حتى الآن هو بقاء النظام الإيراني، لكن بشكل أكثر هشاشة، وتحت رقابة شديدة، مع استمرار استهدافه عسكريًا واستخباراتيًا من حين لآخر. في هذا الوضع، لا يحدث تغيير جذري، لكن إيران تفقد جزءًا كبيرًا من قدرتها على المناورة الإقليمية، وتصبح دولة منهكة تبحث عن صفقات تعويم سياسي.

قد يُفضّل الغرب هذا السيناريو لأنه يحقق “ردعًا بدون فوضى”، ويحافظ على التوازن في أسواق الطاقة، دون الدخول في صراع شامل قد يؤدي إلى انهيار إقليمي لا يمكن التحكم به.

خلاصة: المستقبل مرهون بالإرادة الداخلية
بينما تكثّف إسرائيل هجماتها، ويزداد انخراط القوى الدولية بشكل غير مباشر، تبقى نقطة التحول الأساسية في الداخل الإيراني نفسه. فإما أن يصمد النظام تحت الضغط ويعيد ترتيب أوراقه، أو ينهار بشكل متدرج من الداخل. أما التغيير من الخارج، فهو دائمًا الخيار الأخطر، والأقل استقرارًا.