أقدم رجل على طعن ثمانية أشخاص أمس السبت في مدينة سورجوت في أقصى شمال روسيا قبل أن ترديه الشرطة قتيلاً، لكنها استبعدت دوافع “إرهابية” وراء الهجوم، وفيما أعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم “داعش” الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم في مدينة سورجوت الواقعة في سيبيريا، بالإضافة إلى هجمات إسبانيا، أكدت السلطات الفنلندية أن مرتكب اعتداء الطعن “الإرهابي” بها طالب لجوء مغربي “استهدف النساء”، في حين تحاول الشرطة تحديد إن كان هناك ارتباط بين هجوم توركو واعتداءي الدهس في إقليم كتالونيا الإسباني، خاصة أن معظم المشتبه بهم في اعتداءي برشلونة وكامبريلس مغاربة كذلك.
وقالت لجنة التحقيق الروسية المكلفة الجرائم الكبرى، إن الرجل “هاجم مارة طعناً بسكين وأصابهم بجروح” صباح السبت في سورجوت، مضيفة أن الشرطة المسلحة سارعت إلى المكان بعد إبلاغها وقامت “بتصفية” المهاجم، وأفاد مسؤولون محليون بنقل ثمانية أشخاص إلى المستشفى.
وأضافت أن الشرطة تمكنت من السيطرة على المهاجم. ولاحقاً، أفادت بأنها تعرفت إلى هويته، موضحة انه من السكان المحليين من مواليد 1994، مشيرة إلى النظر في “اضطرابات نفسية محتملة” يعانيها.
وأكدت وزارة الداخلية الإقليمية لوكالة انترفاكس للأنباء، أن فرضية الهجوم “الإرهابي ليست الفرضية الأساس”، لكن هذه المعلومات أثارت شكوك رواد الإنترنت وبينهم المعارض اليكسي نافالني الذي كتب على تويتر “رجل يركض حاملا سكينا ويحاول قتل أكبر عدد من الناس. أليس ذلك اعتداء؟”، وأظهرت مشاهد بثتها مواقع إخبارية وقناة تلفزة روسية جثة المهاجم مغطاة ببطانية بيضاء.
وأكدت الشرطة أن جميع الجرحى نقلوا إلى المستشفى. وقالت حكومة خانتي مانسي في بيان إن اثنين منهم في حالة حرجة.
من جهة أخرى، أعلنت الشرطة الفنلندية أمس السبت أن طالب لجوء مغربياً استهدف النساء في عملية طعن أسفرت عن مقتل شخصين ويتم التحقيق فيها على أنها “اعتداء إرهابي”.
وقالت مديرة المكتب الوطني للتحقيقات في فنلندا، كريستا جرانروث، للصحفيين “نعتقد أن المهاجم استهدف النساء تحديدا وأن الرجال أصيبوا بعدما حاولوا الدفاع عن النساء”.
وبدأ التحقيق في الاعتداء على أنه عملية قتل ولكن الشرطة أوضحت أنه “في ضوء معلومات إضافية وردتنا خلال الليل، تتضمن الاتهامات حاليا عمليات قتل ومحاولات قتل بدافع إرهابي”، وأوردت الشرطة أن المهاجم مغربي يبلغ 18 عاما مشيرة إلى أنه وصل إلى فنلندا مطلع العام 2016 حيث قدم طلباً للجوء.
ولكن لم يتم كشف اسمه ولم تتضح دوافعه بعد، وأوضحت جرانروث “حاولنا التحدث إلى المهاجم في المستشفى ولكنه لم يرغب بالحديث”.
وأكدت الشرطة أنها تنظر في ما إذا كان المشتبه به على ارتباط بتنظيم “داعش” الذي أعلن مسؤوليته عن اعتداءين في إسبانيا الخميس وليل الخميس الجمعة، وقال انتي بيلتاري، مدير وكالة الاستخبارات الفنلندية “سوبو”، للصحفيين “سيركز تحقيقنا بشكل أساسي على مسألة إن كان هناك ارتباط مع تنظيم داعش”، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بعد عن اعتداء فنلندا.
وأعلنت الشرطة أنها أصدرت مذكرة توقيف دولية بحق شخص آخر موجود خارج فنلندا ويعتقد أنه يشكل خطورة، وتم اعتقال أربعة مغاربة في شقة بتوركو وبمركز لاستقبال اللاجئين خلال الليل، بحسب الشرطة التي كانت ذكرت أن عددهم خمسة قبل أن تصححه.
وفي إسبانيا، واصلت الشرطة أمس السبت البحث عن عضو هارب في الخلية التي تم تفكيكها وتقف وراء اعتداءي برشلونة وكامبريلس اللذين تبناهما تنظيم “داعش”.
وأوضح وزير الداخلية الإسباني خوان ايناسيو زويدو أن الخلية المؤلفة من 12 شخصا على الأقل وتقف وراء اعتداءي برشلونة وكامبريلس “تم تفكيكها”، في حين لا تزال الشرطة تبحث عن المغربي يونس أبو يعقوب البالغ 22 عاما بعد نشر صورته.
وقد يكون أبو يعقوب، بحسب وسائل الإعلام الإسبانية، سائق الشاحنة التي دهست الخميس المارة في جادة لا رامبلا. لكن الشرطة ترفض تأكيد هذه المعلومة مكررة أنها ما زالت لم تتعرف إلى هوية السائق.
وحاليا تحتجز الشرطة أربعة من أفراد المجموعة المشتبه بهم فيما قتل خمسة في كامبريلس وتم التعرف إلى ثلاثة آخرين، هم يونس أبو يعقوب واثنان آخران يرجح مقتلهما في انفجار منزل في ألكانار، في مخبأ مملوء بعبوات الغاز حيث كانت المجموعة تحاول صنع عبوات متفجرة.
ويجري البحث عن سيارة أخرى، ووجهت الشرطة الإسبانية الجمعة بلاغا إلى السلطات الفرنسية بشأن سيارة من طراز “رينو كانجو” بيضاء يشتبه في عبورها الحدود الفرنسية-الإسبانية، بحسب مصدر في الشرطة الفرنسية.
وكان معظم أعضاء الخلية على صلة بمدينة ريبول الصغيرة على سفوح سلسلة جبال البيرينيه التي تعد 10 آلاف نسمة، حيث أقام ثلاثة من المنفذين الذين تم التعرف إلى هوياتهم، وهم المغاربة موسى أوكبير (17 عاما) وسعيد علاء (18 عاما) ومحمد هشامي (24 عاما)، حيث أوقف ثلاثة من المشتبه بهم.
وأثار الإعلان عن التورط المفترض لموسى أوكبير وشقيقه إدريس (27 عاما، اعتقل الخميس) في الاعتداءات، صدمة لدى أقربائهما الذين أكدوا أنهم لم ينتبهوا إلى انهما قد تطرفا. وزار الملك فيليبي السادس والملكة ليتيسيا أمس السبت جرحى الاعتداءين، وما زال 59 منهم في المستشفى بينهم 12 في حالة حرجة. وبين الضحايا مواطنون من 35 جنسية مختلفة على الأقل.
اضف تعليق