اعتباراً من الأسبوع المقبل, تنتقل وجهة الرصد اللبناني إلى الخارج مع سفر الرئيس ميشال سليمان الى أميركا اللاتينية, في إطار جولة تقوده الى الارجنتين والبيرو والاورغواي, وتوجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى نيويورك مترئساً وفد لبنان الى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة, بما يعلق كل ملفات البحث السياسي والاقتصادي والمالي الى حين.
وفي الانتظار, استقطبت جلسة هيئة الحوار الوطني التي عقدت في بعبدا, أمس, الاهتمام الداخلي, وغاب عنها كل من الرئيس سعد الحريري ورئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية ورئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" طلال ارسلان.
وقدم الرئيس سليمان إلى أقطاب الحوار تصوره للاستراتيجية الدفاعية متضمناً ثلاثة محاور: تناول الأول المخاطر وأهمها, العدو الإسرائيلي والارهاب والسلاح المنتشر عشوائياً بين المواطنين, والثاني مجابهة المخاطر بتعزيز قدرات الدولة وإنماء طاقاتها لمقاومة اي اعتداء على ارض الوطن, والثالث مرتكزات الاستراتيجية وأبرز ما فيها البند الثاني من الفقرة "د" الذي نص على ما حرفيته "حتى تزويد الجيش بالقوة الملائمة للقيام بمهامه, التوافق على الأطر والآلية المناسبة لاستعمال سلاح المقاومة ولتحديد أمرته ولإقرار وضعه في تصرف الجيش المولج حصراً باستعمال عناصر القوة, وذلك لدعمه في تنفيذ خططه العسكرية مع تأكيد ان عمل المقاومة لا يبدأ الا بعد الاحتلال".
واعتبرت مصادر مطلعة ان هذا البند اختصر كل التصور الرئاسي للاستراتيجية, متوقعة ان يشكل لدى بدء مناقشته في 12 نوفمبر المقبل الموعد الجديد للحوار, بعدما وزعت الورقة على المتحاورين, نقطة سجال اساسية بين طرفي 8 و14 آذار.
وتوافق المتحاورون, وفق البيان الختامي, على اعتبار التصور الذي قدمه الرئيس سليمان منطلقاً للمناقشة, سعياً للتوافق على استراتيجية دفاعية وطنية ومن ضمنها وضع السلاح, والتأكيد على ضرورة المحافظة على دينامية الحوار اضافة الى البناء على ما كرسته زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر من أجواء استقرار وتضامن بين مختلف فئات ومكونات الشعب اللبناني لترسيخ نهج دائم من الحوار والتوافق في مقاربة المسائل الوطنية, واعتبار الفيلم والرسومات المسيئة للاسلام عملاً استفزازياً مداناً بهدف زرع الفتنة والتفرقة والصراع بين الحضارات.
وأفادت المعلومات أن الجلسة اتسمت بهدوء ملحوظ لم تعكره اي سجالات, وكان عرض للوضع الأمني ولنتائج زيارة البابا الى لبنان وإجماع على ادانة الفيلم والرسومات المسيئة للاسلام, اضافة الى استعراض للوضعين الاقتصادي والمعيشي.
وبعدما طرح الرئيس فؤاد السنيورة قضية وجود "الحرس الثوري" الإيراني في لبنان ملتمساً جواباً من ممثل "حزب الله" النائب محمد رعد, اكتفى الأخير بالقول ان الرئيس سليمان اتخذ كل الاجراءات اللازمة في هذا الصدد, في اشارة إلى استدعائه السفير الايراني غضنفر ركن أبادي وطلبه تفسيراً رسمياً من طهران.
أما في الاستراتيجية الدفاعية, فجدد رعد تأكيده ان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قدم التصور للستراتيجية في العام 2006, فطلب منه بعض أقطاب الحوار تقديم هذه الرؤية مكتوبة.
كما أثار ممثلو قوى "14 آذار" في الجلسة ملف استمرار الانتهاكات السورية على الحدود الشمالية.
اضف تعليق