الرئيسية » أحداث اليوم » ايطاليا بلا حكومة بعد انهيار تحالف الشعبويين
أحداث اليوم رئيسى عالم

ايطاليا بلا حكومة بعد انهيار تحالف الشعبويين

أمست ايطاليا أمس الثلاثاء بلا حكومة على إثر إعلان رئيس الوزراء جوزيبي كونتي استقالته بعد أن أخذ علما بانهيار الائتلاف بين حركة 5 نجوم والرابطة بزعامة وزير الداخلية ماتيو سالفيني.

وفي خطاب أمام مجلس الشيوخ انتقد كونتي وزير الداخلية معتبرا أنه “خدم مصالحه الخاصة ومصالح حزبه”. وقال إن “حض المواطنين على التصويت جوهر الديمقراطية، لكن الطلب منهم الاقتراع كل سنة غير مسؤول”.

وتابع أن “البلاد بحاجة ملحة إلى تبني تدابير لإعطاء دفع للنمو الاقتصادي والاستثمارات”، معلنا “سأنهي هذه التجربة الحكومية هنا. سأذهب إلى رئيس الجمهورية (سيرجو ماتاريلا) لإبلاغه باستقالتي” بعد النقاشات.

كما انتقد سالفيني “لعدم احترامه القواعد والمؤسسات” وأنه طالب بانتخابات مبكرة للحصول على “كامل السلطات”.

وقال كونتي “عزيزي وزير الداخلية سمعت مطالبتك بكامل السلطات ودعوة أنصارك للنزول إلى الشارع لدعمك. هذا موقف يقلقني”، مضيفا “لا نحتاج إلى صلاحيات تامة بل إلى قادة لديهم حس المؤسسات”.

وبدت القطيعة أمرا واقعا أمس الثلاثاء مع التصريحات اللاذعة التي أطلقها زعيم الرابطة ضدّ الساعين إلى تشكيل ائتلاف بين حركة خمس نجوم والحزب الديمقراطي (يسار وسط) “فقط من أجل عدم خسارة مقاعدهم”.

وتساءل في مداخلة عبر إذاعة 24 “ماذا ستمثل حكومة ائتلافية بين الرابطة وحركة خمس نجوم؟ أي معنى لحكومة تضم كل هؤلاء الأشخاص المعادين لسالفيني؟”.

وبدا سالفيني في الأيام الأخيرة ساعيا للتوصل إلى مصالحة مع خمس نجوم بالاعتماد على الخلافات بين التيارين اليساري واليميني بداخلها بزعامة لويجي دي مايو، حليفه السابق. وقال إنّ “هاتفي يبقى مفتوحا”.

غير أنّ مؤسس الحركة بيبي غريلو أغلق الباب أمام هذه الفرضية في نهاية الأسبوع، معتبرا أنّ سالفيني “خائن غير جدير بالثقة”.

وأطلق زعيم الرابطة المعركة في 8 أغسطس/اب إثر اتهامه شركاءه في حركة خمس نجوم (المناهضة للمؤسسات القائمة) بتكرار رفض مشروع خفض الضرائب ومشاريع أخرى.

وكان سالفيني يعوّل على عنصر المفاجأة وإضعاف حركة خمس نجوم. كما كان يعوّل أيضا على استطلاعات الرأي التي تمنحه نسبة بين 36 و38 بالمئة من التأييد وهي نسبة معاكسة لنتائج انتخابات 2018 التشريعية حين حصدت خمس نجوم 32 بالمئة من الأصوات (بين 15 و16 بالمئة في التوقعات الحالية) وحصدت الرابطة نسبة 17 بالمئة.

وقبل جلسة مجلس الشيوخ، رفع متظاهرون أمام المبنى لافتة كتب عليها “كونتي، إيطاليا تحبك” وهو الذي تحوّل في غضون 10 أيام من “رجل غير معروف إلى السيّد (رئيس الوزراء) كونتي”، وفق الخبير في الأزمات الإيطالية الصحافي المخضرم آلدو غارسيا.

وأمام كونتي بضعة خيارات: إما انتظار التصويت المحتمل على حجب الثقة عن حكومته أو الاستقالة مباشرة وتقديمها إلى ماتاريلا.

وأرسل دي مايو رسالة إلى كونتي وصفه فيها بـ”الجوهرة النادرة، خادم الأمة الذي لا غنى لإيطاليا عنه”.

وجاءت فكرة التحالف بين الحزب الديمقراطي وحركة 5 نجوم من رئيس الحكومة السابق ماتيو رينزي الذي اقترح على خصومه السابقين في حركة 5 نجوم مصالحة وحكومة “مؤسساتية”.

ولاستمالة بعض زعماء حركة 5 نجوم الذين لا يزالون مترددين أكد رينزي أمس الثلاثاء خلال نقاش برلماني أنه “لن يكون جزءا” من مثل هذه الغالبية ملمحا إلى أن الحزب الديمقراطي قد يدعم في البرلمان حكومة مؤلفة من وزراء حركة 5 نجوم دون المطالبة بمقاعد.

ويرى بعض المحللين أنّ رئيس الوزراء الحالي قد يبقى على رأس حكومة لا تضم الرابطة.

وسيتيح ذلك وقتا أمام الحزب الديمقراطي وحركة خمس نجوم للاتفاق على “حكومة قوية وبرنامج جديد”، وفق أمين عام “الديمقراطي” نيكولا زينغاريتي، الذي أضاف أنّه إذا لم يكن ذلك ممكنا “فالأفضل العودة إلى صناديق الاقتراع”.

ويبقى التساؤل مطروحا بشأن رد فعل الأسواق المالية إزاء الغموض الذي يلف ثالث اقتصاد في منطقة اليورو المثقل بديونه (132 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي) وهو مباشرة خلف اليونان من حيث مستوى المخاطر.

وصدر اقتراح تشكيل ائتلاف بين الديمقراطي وخمس نجوم بشكل مفاجئ من رينزي الذي كان يشكّل في السابق مصدر إزعاج لسالفيني وحركة خمس نجوم.

واقترح رينزي مصالحة، دعيا إلى تشكيل حكومة “تحترم المؤسسات” وتتولى مهمة وضع موازنة 2020 وخفض أعداد مقاعد البرلمان.

كما اقترح رئيس الوزراء الأسبق ورئيس المفوضية الأوروبية الأسبق رومانو برودي خطة أخرى تقضي بتشكيل حكومة مؤيدة لبروكسل أطلقوا عليها اسم حكومة اورسولا، نسبةً إلى الرئيسة الجديدة للمفوضية الأوروبية، الألمانية أورسولا فان در لاين.

ويقوم اقتراح برودي على إقامة تحالف من اليسار واليمين على طريقة الائتلافات الحكومية في ألمانيا. ويبرر برودي مقترحه بالسعي إلى “عودة إيطاليا عضوا فاعلا في الاتحاد الأوروبي”.

وتتواصل هذه الأزمة في وقت يقترب فيه موعدان مهمان لإيطاليا: على روما أن تسمي الاثنين مرشحا ليكون المفوض الأوروبي، فيما ترتقب مشاركة رئيس وزرائها في نهاية الأسبوع في قمة السبع في بياريتز في فرنسا.